aren

الكابوس المخيف : سيناريو الخروج الامريكي من أفغانستان يلاحق “قسد” في سورية
الجمعة - 3 - سبتمبر - 2021

التجدد الاخباري – مكتب (اسطنبول +بيروت)

كابوس الخروج الامريكي (العسكري والأمني) من افغانستان ، بات يلاحق قوات سورية الديمقراطية \قسد\ في سورية ، فعلى الرغم من أنّ إدارة البيت الابيض ، سعت خلال الأشهر الماضية إلى طمأنة (زبانيتها) القسديين من أنها لن تتركهم لقمة سائغة لـلـ(أعداء)، إلا أنّ مخاوف الإدارة الذاتية الكردية ، تتصاعد من انسحاب مفاجئ لمن تبقى من القوات الأمريكية ، وذلك على غرار ما حدث في أفغانستان قبل أيام.

ولا زالت “قسد” ، حليف واشنطن ، تحتفظ بذكرى مؤلمة عن الانسحاب الجزئي من مناطق شمال (شرق سوريا) – قبل نحو سنتين- إثر ما اعتبروه “خيانة” لهم من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد (ترمب)، مما سمح للرئيس التركي رجب أردوغان بإطلاق عملية “نبع السلام” العسكرية ، التي سيطرت على شريط حدودي واسع كان يخضع لسيطرة قسد ، فضلاً عن اضطرار أكراد سوريا للتخلّي عن مزيد من الأراضي لمصلحة القوات النظامية السورية ..

وخلال الأشهر الماضية ، شهدت مناطق شمال (شرق) سورية ، زيارة مسؤولين أمريكيين ، أبرزهم قائد القيادة المركزية الأمريكية (كينيث ماكينزي)، والقائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى (جوي هود) ، وفقًا لتغريدة السفارة الأمريكية في سورية.

وأفادت تقارير إعلامية غربية ، بأن تلك الزيارات أكدت لمسؤولي “قسد” أن شراكتها معهم لا تزال قوية، وأن القوات الأمريكية لن تغادر في أي وقت قريب. وأكدت ذات المصادر عن مسؤولين أمريكيين ، قولهم : إن (قسد)، لا تزال “حليفا موثوقا” لقتال داعش وتسيير الدوريات الأمريكية قرب حقول النفط في (شمال) و(شرق سورية).

ونقلت صحيفة الـ”واشنطن بوست” عن قائد قسد (مظلوم) عبدي ، قوله : إنه يتوقع استقرارا نسبيا في شمال شرق سوريا “إذا أوفت الولايات المتحدة بتعهداتها”، مضيفا “نشعر الآن بأن لدينا دعما سياسيا وعسكريا أقوى، أكثر مما كان لدينا من الإدارة السابقة”.

وتابع مظلوم خلال مقابلة في قاعدة عسكرية – في وقت سابق من آب\ أغسطس – “بعد الانسحاب من أفغانستان، نقل إلينا مسؤولون أمريكيون رسالة مفادها بأنه لن تكون هناك تغييرات حول وجودهم في سورية”.وتابع “أعلم أن هدف الولايات المتحدة في سورية هو محاربة الإرهابيين، لكن الوجود الأميركي يجب أن يستمر حتى يتم التوصل إلى حل للأزمة السورية”.

ويرى مراقبون أن الانسحاب الأمريكي ، سيمنح المجال أمام القوات الروسية أو التركية في المنطقة، كما أن الوجود الأمريكي ، يمنع (الجسر) بين القوات الإيرانية المنتشرة شرقا و(حزب الله) الموجود في لبنان ، ومناطق في غرب سورية.وكان انسحاب ألفي جندي أمريكي بأمر من الرئيس السابق دونالد (ترمب) عام 2019، قد فسح المجال أمام انتشار قوات تركية في مناطق بشمال و(شرق سوريا) على حساب قوات “قسد” الحليفة لواشنطن.

فورد

وجاء الانسحاب الأمريكي –آنذاك- بعد أن أعطى (ترمب) ، الرئيس التركي رجب أردوغان ، الضوء الأخضر لعملية تركية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا. وتسيطر قسد بدعم أمريكي على معظم مناطق شمال شرقي سورية، وخصوصا محافظات “الرقة ودير الزور”، كما تسيطر على أجزاء من ريف (حلب الشرقي)، وتخضع لها معظم حقوق النفط السورية ، ومصادر مياه نهر الفرات.

وكان روبرت (فورد)، السفير الأمريكي السابق في سورية، قال : انه نظرًا لأن المنطقة التي يقودها الأكراد في سورية لا تستطيع دعم نفسها، فإن المصالح الأمريكية ، ستتحقق بشكل أفضل من خلال عودة القوات الأمريكية للتركيز على الأولويات الأخرى، والاعتماد على تركيا وروسيا لمحاربة “داعش”.وقالت إدارة بايدن ، إنها مصممة على تقليص التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط الأوسع، بعد ما يقرب من 20 عامًا على هجمات 11 سبتمبر 2001. في العراق، التزم البيت الأبيض بالفعل بسحب القوات المقاتلة بحلول نهاية العام، وتبقى فقط حوالي 2500 جندي لتدريب ودعم القوات.

ملتزمون بالبقاء

وبحسب صحيفة الـ(وول ستريت جورنال) ، يقول ضباط عسكريون أمريكيون على الأرض في العراق وسورية ، إنهم ملتزمون بالبقاء في المنطقة، مؤكدين أن الانسحاب الأفغاني ، لم يؤثر على مهمتهم.

وذكر المتحدث باسم التحالف العسكري ، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية- داعش، واين (ماروتو)، الذي زار القوات الأمريكية في سورية الأسبوع الماضي “ما زلنا هنا وما زلنا نشاركهم”. لكنه أضاف: “أنت وأنا لا نستطيع أن نتحدث عن المستقبل”.

https://www.wsj.com/articles/syria-villagers-fear-exit-of-american-troops-after-u-s-withdrawal-from-afghanistan-11630610921

وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، (جوي) هود، أكد في مقابلة خاصة مع قناة “الحرة”، أن مهمة بلاده في “أفغانستان اكتملت” في حين أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق وشمال سورية”، سيبقى”.

وردا على سؤال عن إمكانية تكرار سيناريو أفغانستان في سورية والعراق، قال هود: “أريد أن أقول بشكل لا لبس فيه إن أفغانستان ليست العراق ولا سورية. العراق بلد فريد من نوعه. إنه واحد من أكثر الدول تعددية في الشرق الأوسط ولديه مصالح ستستمر مع الولايات المتحدة”.

هود

وأضاف “مهمتنا في أفغانستان اكتملت. مصالحنا في العراق ستستمر مع الوقت، وهذا لا يشمل الأمن فقط إنما أيضاً مساعدة قوات الأمن العراقية وقوات سورية الديمقراطية لهزيمة داعش بشكل نهائي وهذا سيأخذ وقتا”.

وأردف المسؤول الأمريكي قائلا: “لدينا مصالح أكثر ستستمر هناك في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتربية. وهذا لن يفاجئك ربما أن هناك مليوناً ونصف طالب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا درسوا في الولايات المتحدة في العقدين الماضيين. لدينا أكثر من 160 مليار دولار في تجارة البضائع لا تشمل الخدمات والنفط”.

وفي معرض رده على سؤال ، إن كان ذلك يعني أنه ليس هناك انسحاب أمريكي من العراق وسورية في المستقبل القريب، قال : ان “الرئيس كان واضحاً جداً بأن وجودنا العسكري في العراق وسورية سيبقى. في العراق يتحول إلى مهمة غير قتالية، لأن قوات الأمن العراقية قامت بعمل جيد في استخدام معداتنا وتدريبنا وإرشاداتنا ومعلوماتنا الاستخبارية لقتال داعش وهذا سيتواصل”.

تحتفظ الولايات المتحدة حاليًا بسلسلة من القواعد الصغيرة المنتشرة في الصحراء في (شمال شرق سورية) بزعم هدف منع أي عودة لـ(داعش). فيما تعتبر القوة الجوية الأمريكية والدعم العسكري ، كـ(مصدر مهم) للاستقرار لقوات الأمن العراقية، التي انهارت عندما استولى تنظيم داعش على جزء كبير من البلاد في عام 2014.