aren

القبض على سياسيين تونسيين سفّروا مُقاتلين إلى سورية عبر تركيا
السبت - 17 - سبتمبر - 2022

التجدد

تُقدّر الحكومة التونسية أعداد من سافروا للقتال في الخارج بنحو ثلاثة آلاف، توجه معظمهم إلى سورية عبر تركيا، فيما قدر عدد العائدين إلى تونس آنذاك بنحو .800

بلحسن

ويوم الأربعاء (الفائت) ، أوقفت السلطات في تونس مسؤولين وسياسيين في إطار التحقيقات الجارية بشأن شبكات التسفير للقتال في سوريا وغيرها. وأفاد مسؤول أمني بوزارة الداخلية التونسية بإيقاف النائب السابق في البرلمان، الحبيب اللوز، في صفاقس من قبل فرقة مكافحة الإرهاب للتحقيق معه بملف التسفير.

ولطالما أثارت تصريحات “الحبيب اللوز”، استهجانا واسع النطاق، باعتبارها لا تعبّر عن مطامح التونسيّين ولا عن مشاغلهم. والمعروف أن اللوز مقرّب من الجماعات السلفية المتشددة ، وكان من أول الداعين إلى وجوب تضمين الدستور التونسي فصلا يقرّ بضرورة تطبيق الشريعة.

والحبيب اللوز ، محسوب على الجناح المتشدد داخل حزب حركة النهضة الإسلامية، وصعد إلى المجلس الوطني التأسيسي الذي تولى صياغة دستور جديد لتونس بعد ثورة 2011 في الانتخابات التي أجريت بنفس العام، وظل نائبا عن النهضة حتى 2014 ثم توجه إلى نشاط الجمعيات. كما أفاد المصدر الأمني بإيقاف المدير العام السابق للحدود والأجانب، لطفي الصغير، الذي أحيل إلى التقاعد الإجباري، للتحقيق معه بشبهة التورط بنفس الملف.

وقبل أيام بدأ القضاء التونسي التحقيق أيضا مع النائب السابق عن حركة النهضة في البرلمان ورجل الأعمال، محمد فريخة، مدير شركة “سيفاكس” الخاصة للطيران. وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم ذكر اسمه: “من المتوقع أن تشمل الإيقافات عدة أشخاص آخرين. وأنه تم العمل  على هذا الملف أمنيا وهو الآن بيد القضاء”.

ومع اندلاع الحرب في سورية عام 2011 ضمن انتفاضات ماسمي الربيع العربي في المنطقة، توجه الآلاف من التونسيين للقتال ضمن صفوف كتائب إسلامية ومن ثم تحولت أعداد منهم إلى تنظيمات أخرى متطرفة، من بينها “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”. واتهم نواب في البرلمان ، أحزابا بعينها، بتيسير عمليات التسفير نحو تركيا ومنها إلى سورية للقتال، عندما تولت السلطة بعد انتخابات .2011

اللوز

وشملت الإيقافات بحسب وسائل إعلام محلية، مسؤولين أمنيين من بينهم (فتحي البلدي وعبدالكريم العبيدي وفتحي بوصيدة)، إضافة إلى رجل الأعمال (محمد فريخة) المالك السابق لشركة طيران خاصة والنائب السابق بالبرلمان (رضا الجوادي والشيخ البشير بلحسن). ولا تزال التحقيقات جارية مع من تم إيقافهم ،وفي إطار شبهة التورط في تسفير تونسيين لبؤر التوتر.

ويعتبر الحبيب (اللوز) الذي تم إيقافه الأربعاء الماضي ، من المؤسسين لحركة الاتجاه الإسلامي (التي أصبحت حركة النهضة في ما بعد) حيث ترأس هيئة مجلس الشورى بين 1980 و 1991 ثم ترأس الحركة نفسها من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول 1991، تاريخ اعتقاله.

وتولى الحبيب اللوز (من مواليد 1953) رئاسة الحركة بين يونيو/حزيران 1991 حتى تاريخ إيقافه في سبتمبر من نفس العام. وبعد أزمة 1981 حكم عليه غيابيا بـ10 سنوات سجنا وكان يقيم في الجزائر مع عائلته قبل أن يعود إلى تونس سنة 1984 بعد وفاة والدته. ومن المتوقع أن تتسع قائمة الموقوفين على ذمة التحقيقات الجارية في شبهات التورط في شبكات تسفير الجهاديين التونسيين إلى بؤر التوتر.