aren

العالم يترقب خروج “شيطان الارهاب” من قمقمه في مجمع سجن”بولي شرخي”
السبت - 28 - أغسطس - 2021

سجن « بولي شرخي » بشرق كابول كان يضم جناحاً خاصاً لأخطر عناصر « القاعدة » و« طالبان » الذين باتوا أحراراً الآن



طالبان أطلقت سراح كبار ضباط تنظيم القاعدة … وواشنطن على أعصابها من اعادة استهداف أمنها الذاتي.

خمسة آلاف من أشرس وأخطر الارهابيين عالميا … أصبحوا الآن أحرارا.

تساؤلات استخبارية غربية وشكوك أمنية عالية حول عمليات الاجلاء الامريكية من الاراضي الافغانية.

\خاص – حصري\

التجدد الاخباري – مكتب واشنطن

كشف (مصدر مطلع) في العاصمة الامريكية لمكتب موقع التجدد الاخباري في “واشنطن”، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال “مارك ميلي”، أبلغ مجلس الشيوخ \ يوم الأحد الماضي ، أن التقييم الإستراتيجي السابق للمهلة المفترضة لإعادة ظهور الجماعات الإرهابية في أفغانستان ، بات الآن ، عرضةً لإعادة النظر ، باتجاه تقصير المهلة الزمنية !

وبحسب هذا المصدر ، فان السبب في ذلك يعود الى ان (الطالبان استولوا على “قاعدة باغرام الجوية”، وهي أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، وأطلقوا سراح آلاف المساجين، بما فيها العديد من كبار ضبّاط تنظيم “القاعدة”).

طالبان أفرجت عن 5000 إرهابي خطر بينهم كل سجناء « القاعدة »

في السياق ذاته ، كشف مصدر في الكونغرس لـ”التجدد”، أن السجناء الذين تمّ الإفراج عنهم ، يشملون بعض أكثر عناصر (طالبان) خبرة وشراسة ، ويمكن أن يشكّلوا خطراً على الأمن الأمريكي، وليس فقط على المواطنين الأفغان داخل بلادهم.

ومن حيث الأعداد، قال المصدر نفسه لـ”التجدد” : (ان الولايات المتحدة تركت خلفها عدداً يتراوح بين 5000 و7000 سجينا)، وأشار المصدر إلى أن سجن “بولي شرخي”، الواقع شرق العاصمة الافغاينة-كابول، وهو أكبر سجن في أفغانستان، كان يضم جناحاً خاصة للمعتقلين الأكثر خطورة، بما فيهم عناصر “القاعدة” وعناصر حركة ” طالبان” و” تنظيم الدولة الاسلامية \ داعش”. وكانت منظمات حقوقية دولية قد ندّدت بالمعاملة السيئة جداً ، التي كان المعتقلون يتعرض لها في هذا السجن.

وقد استسلمت القوات الحكومية ، التي كانت تحرس مجمّع سجن “بولي شرخي” بدون قتال لجنود طالبان، الذين كان أول ما قاموا به هو إخراج ، أمير الدولة الإسلامية في جنوب آسيا، “ضياء الحق”، الملقّب بـ” أبو عمر الخراساني” من زنزانته ، وإعدامه بالرصاص بدون محاكمة. وأفادت عائلته ، أنها دفنته يوم 16 آب/أغسطس في مسقط رأسه،”كونار”.


قُتل “أبو عمر الخراساني”، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية\ داعش في أفغانستان ، على يد طالبان بعد وقت قصير – بعد يومين- من التقاط هذه الصورة له بالسجن في آب- أغسطس


وعندما سيطر مقاتلو حركة “طالبان” على كابول ، الأسبوع الماضي ، دخلوا السجن ، وأفرجوا عن المعتقلين ، وقتلوا الخرساني ، وثمانية أفراد من التنظيم الإرهابي. ففي الوقت الذي كانت (طالبان) ، تخوض فيه حربا ضد التحالف ، الذي تقوده أمريكا في أفغانستان كانت تشن حربا منفصلة وموازية ضد التنظيم الإسلامي \داعش\ المنافس. فعلى جانب كانت هناك طالبان التي ضمت بقايا “القاعدة” وعلى الجانب الآخر، الذراع الأفغاني لتنظيم “الدولة- داعش ” ، والمعروف باسم تنظيم “الدولة”- ولاية خراسان ، الراغب بضم أفغانستان إلى رؤيتها عن الخلافة الإسلامية العالمية.

وتمت هزيمة تنظيم “الدولة”- ولاية خراسان ، وأجبرت على ترك جيوبها وتفرق مقاتلوها واختبأوا. بينما لم تلق طالبان ، أية مقاومة في طريقها إلى كابول على ضوء الانسحاب الأمريكي. ليأتي تفجير (الخميس الفائت) ، تذكيرا بأن المعركة بين التنظيمين لا تزال دموية ، فقد قتل في التفجيرين أكثر من 90 أفغانيا و13 جنديا أمريكيا في الهجوم ، الذي أعلن تنظيم “الدولة” من خلال وكالة أنباء “أعماق” ، مسؤوليته عنه.

منشور لـ(هيئة تحرير الشام) في ادلب السورية ترحب باعدام الخراساني وتهنىء طالبان

وقال “قيادة تنظيم الدولة مستقلة واهدافها مستقلة” و“لدينا أجندة عالمية وعندما يسأل الناس فنحن نمثل الإسلام وكل المجتمع الإسلامي ونحن أكثر جذبا”. وأضاف الخراساني إنه انضم إلى تنظيم “الدولة” بعد فتح فرعها في أفغانستان ، وتقدم في صفوفها حتى أصبح الحاكم الإقليمي يشرف على وسط آسيا والشرق الأقصى.

لاحقا ونتيجة لانشقاقات حصلت داخل حركة طاليان على مستويات أقل من القايادة ، عثرت الجماعة على مقاتلين حانقين من الحركة و(متشددين) من وسط وجنوب آسيا. ثم أقامت تنظيم “الدولة”- ولاية خراسان ، مركزين له في “نانغرهار” و”جوزجان”، ثم كان وصول تنظيم الدولة عام 2015 ، معضلة للحركة التي لم ترحب به. فقد تعاملت معه على أنه عقبة أمام رؤيتها للبلاد. وخلافا لرغبة طالبان بتطبيق رؤيتها على أفغانستان وعدم اهتمامها بمساعدة الحركات الإسلامية الأخرى، يقوم طموح تنظيم “الدولة” على ضم (أفغانستان) للخلافة العالمية، حسبما صرح “خراساني” في مقابلات – قبل مقتله.

وانتشرت سمعة تنظيم “الدولة” السيئة إلى أفغانستان، فالقتل والذبح وترويع المدنيين بات سمة التنظيم الجديد. في نانغرهار، حيث عمل الخراساني كحاكم، أعدم التنظيم شيوخا في القرى وسكانا محليين من خلال تعصيب أعينهم وإجلاسهم على كوم متفجرات وضعت على تلة. وقام التنظيم بتوزيع فيديو عن الإعدام. وزعم الخراساني أن هذه العمليات ، هي إعدام للمجرمين.

وقال إن هجمات التنظيم ، نفعت (طالبان)، رغم العداوة المستحكمة بينهما. وقال إن هجوما على سجن في “جلال أباد”، نفذه عدد من الانتحاريين و11 مسلحا أدى لخروج عدد من معتقلي التنظيم و(طالبان). وذكر الخراساني ، أن معركة فاصلة بين تنظيم “الدولة” وطالبان ، حدثت في جوزجان في 2017 بعد أن قدم قائد في طالبان ، وعدد من مقاتليه ، الولاء لزعيم الدولة\ داعش “أبو بكر البغدادي” ، وانضم إليه مقاتلون (أوزبك) في الحركة الإسلامية لأوزبكستان. وقاموا جميعا بالسيطرة على واديين ، وولاية ، ورفعوا علم التنظيم. وتتوافق هذه الرواية التي قدمها (الخراساني) مع الروايات الأمريكية حول المعارك التي لعبت فيها القوات الأمريكية وقوات الحكومة وطالبان، دورا في سحق مقاتلي “التنظيم”.

وبعد عام ، استسلم مئات من مقاتليه لقوات الحكومة في كابول. وفي “نانغرهار”، هزم تنظيم “الدولة” من خلال هجمات شنها القوات الحكومية الأفغانية والقوات الأمريكية وعنصار حركة “طالبان”. ووفق رواية الخرساني ، فقد أسقطت أمريكا ، أضخم قنبلة “أم القنابل” في ترسانتها ، ودمرت مجمعا بني في الصخر في أثناء الغزو السوفييتي ، وكان يسيطر عليه تنظيم “الدولة”\داعش . وعلق الخراساني “كل واحد دعم طالبان بطريقة أو بأخرى ضدنا” ، و“ليس سرا أنهم بدأوا بالانتصار”. وناقض الخراساني ، رواية الولايات المتحدة عن تدمير المجمع ، وأنها قتلت 90 من عناصر وقادة تنظيم “الدولة”، قائلا : إنه تم إفراغه قبل الهجوم.

وقال الخراساني : إنه غادر “نانغرهار” في العام الماضي بعد تفرق عناصر التنظيم ، واعتقل في بيت بكابول في أيار/مايو 2020. وأصدر قاض حكم الإعدام عليه ، وسجن مدته 800 عام ، لكن حركة طالبان ، وصلت إليه أولا. حيث اعتبر الخرساني في كلماته الاخيرة قبل اعدمه ، لصحيفة الـ”وول ستؤيت جورنال” الامريكية أن تقدم طالبان العسكري ، نذيرا للتغيير. وأخبر الصحيفة : “سيفرجون عني لو كانوا مسلمين جيدين”.

من داخل الطائرة الامريكية لاجلاء الافغان

الاجلاء المريب

في شأن ذي صلة ، تعمل جهات استخبارية وأمنية (أطلسية) ، على رصد الذين يتم إجلاؤهم – حتى الآن- من أفغانستان ، وقد وصل عددهم إلى نحو 16 ألفاً، وأرقام تقول إن 40 ألفا ، بينما توزعوا على عدة دول في (آسيا وأوروبا والوطن العربي) ، من بينها “الأردن”. وبحسب إدارة الرئيس الأمريكي (جو) بايدن، فإن عددًا ممن يجب أن تشملهم عمليات الترحيل ، يصل إلى 15 ألف أمريكي ، وما بين 50 و60 ألفا من الحلفاء الأفغان.

وفي تقدير أولي لهذه التقارير ، التي اتيح لـ”موقع التجدد الاخباري” ، الاطلاع على بعض مماجاء فيها ، انه (ربما) يكون جزء من عملية الإجلاء ، هو إعطاء انطباع بأن حركة “طالبان” مرفوضة من قبل الشعب الأفغاني ، الذي يفضل الهروب على البقاء تحت حكم الحركة. ولكن ، يتوقف معدو تلك التقارير عند (حدث) تهافت بعض الدول ، التي لم تستقبل أي لاجئ سابقا على القبول بمرور الأفغان من أراضيها ، أو حتى بقائهم فيها ، مايطرح علامات سؤال ، وتلميحات مريبة” . في جميع الاحوال ، القادم من الايام ، هو كفيل بالاجابة عن قسم منها.