
شي جين بينغ ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، الرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية ، يلقي كلمة مهمة في احتفال الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني في بكين ، 1 تموز\يوليو 2021.
كان المعنى واضحا : من يقترب من بلادنا ، سنكسر رأسه ، وندميه على سور الصين العظيم ، لان زمن التطاول والتنمر علينا ولى بغير رجعة . والصين اليوم ، قوة عظمى لن يستطيع أحد ، مس عظمتها بأي شكل من الاشكال. كان هذا المعنى ، هو لب خطاب الرئيس الصيني في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
من جهة الرمزية ، ارتدى الرئيس الصيني ، بدلة “ماوتسي تونغ”، ولم يلبس البدلة الغربية ، لان المناسبة تتعلق بالحزب ، خاصة وان الرئيس في خطابه ، عزا نجاح الصين في تحقيق مكانتها كقوة عظمى ، يعود الى تلاحم الشعب والحزب. هذا التلاحم الذي لن يستطيع أحد اضعافه ، أو التأثير عليه.
واذا كانت الصين قد عملت لفترة عقود ، وفق استراتيجية “استثمر زمنك ، وخبىء أهدافك” ، فانها اليوم على لسان رئيسها ، تعلن استراتيجيتها الجديدة ، القائمة على (طور قوتك ، وأعلن عظمتك) ، فقد انتهى زمن الاستقواء على الصين – حسب خطاب الرئيس الصيني-
واذا كان الرئيس الامريكي _جو بادين- يرفع شعار (الديمقراطية ، وحقوق الانسان) كرسالة لامريكا وعظمتها ، فان الرئيس الصيني ، يرفع شعار: (التنمية والارتقاء) كأسلوبية حكم ، تحارب الفقر وتنشر التعليم ، وتؤمن السكن والصحة والخدمات ، وتتيح فرص لتحقيق الصين العظيمة.
وبناء على خصوصية الصين ، فان (محاربة الفقر) ، هي مايحقق الكرامة للشعب ، وان (التعليم) ، هو مايرفع من مستوى العيش والمشاركة . ويبدو أن نجاح الصين في كل ذلك ، هو ما جعلها قوة عظمى ، فلماذا يريد الغرب (بايدن) ، أن يفرض رأيه واستراتيجيته وأسلوب بلاده ؟ لماذا لا يتفهم الغرب أن لبعض المجتمعات ، خصوصيتها ، والتي يجب احترامها ، كبوابة للتعاون معها؟
ان من يدقق في خطاب الرئيس الصيني – كما فعلت احدى الكاتبات – سيجد ان روح (كونفوشيوس) تسكن في ثناياه ، وهو الذي بنى أفكاره الحكيمة لا على المثاليات التي تغرق الدنيا بالعبث، بل على حسن معرفة التعامل مع الواقع : (فهمه – استيعابه) ، التعامل معه بتحرر من القرارات السابقة . ويبدو ان الفكر الحي ، هو سر الابتكار الغريب ( الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ) المتضمنة اشتراكية السوق ، ماركسية الانفتاح ، مضافا اليها ، كل ماهو مفيد للارتقاء ، والصمود .
وهكذا ، فان خطاب الرئيس الصيني أراد أن يقول : ان الصين امبراطورية حكمة . يظل فيها (كونفوشيوس) المرن المحاور ، حيا. كما يستمر فيها تصميم (ماو ) ، وكل الفلاسفة الصينيين.
والسر دائما : “حسن معرفة التعامل مع الواقع ومشكلاته ، وأزماته) ، وهو السر ، الذي يجب على الصين ، أن تعالج به نقائص ، وعيوب عظمتها أيضا .