
البوكمال
التجدد الاخباري – بيروت
في تطور “ملفت” ، و”ذي مغزى” ، حدث خلال الساعات الماضية، تمثل بـ”اعتداء” جوي سعودي على سورية، وذلك عبر مشاركة مقاتلات حربية “سعودية” باستهداف مواقع، داخل محافظة (البوكمال) شرق سوريا، ما أسفر عن وقوع “ضحايا وجرحى”، بالاضافة الى تدمير مستودعات أسلحة، ومنصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة – كما أكد مصدر غربي “مطلع” لصحيفة ” اندبندت عربية”-
ونقلت الصحيفة البريطانية ، المملوكة للديوان الملكي بالسعودي عن المصدر، قوله: “تم رصد مقاتلات سعودية إلى جانب مقاتلات أخرى تغير على منشآت ومواقع للمليشيات الإيرانية، وخاصة التابعة لـفيلق القدس في البوكمال ومناطق أخرى من الحدود العراقية السورية، وتدمر مستودعات وبطاريات صواريخ وقاعدة للمسيرات يعتقد أن إيران كانت على وشك استخدامها لضرب أهداف سعودية أخرى بعد استهداف أرامكو”.
ولفت المصدر (ذاته) إلى أن “التحالف الدولي للحرب على الإرهاب يعمل في الآونة الأخيرة ليس فقط لاستهداف داعش وما تبقى من هذا التنظيم، وإنما استهداف الجماعات المصنفة إرهابية مثل فيلق القدس ومليشيات عراقية وإيرانية مختلفة فاعلة في سوريا والعراق وغيرها من المناطق”. ورأى (المصدر) ، أن مشاركة السعودية في ضرب “مليشيات إيرانية” بسوريا، قد تكون رسالة تحذيرية بعد قيام طهران ، باستهداف منشآت نفطية حيوية في السعودية.
وكان سبق لتقارير إعلامية ، أن تحدثت عن تحليق طائرات مسيرة (مجهولة الهوية) فوق منطقة البوكمال ، ومواقع (عسكرية) هناك، يوم الأربعاء، يرجح أن تلك الطائرات، كانت تقوم بمهام استطلاعية لمعاينة تلك الاماكن. ويعتبر هذا الاستهداف ، هو الثاني من نوعه في شهر ايلول\ سبتمبر، بعد اعتداءات إسرائيلية ، على (البوكمال) ذاتها.
ووفق مانقلت صحيفة “الاخبار” اللبنانية عن مصادر خاصة بها ، “فانه قرابة منتصف ليل أول من أمس (الاربعاء) ، وقعت انفجارات في أربعة مواقع عسكرية في منطقة الهري السورية الحدودية، المحاذية لمدينة القائم العراقية، التي تقع فيها المنطقة الحرة الخاصة بمعبر القائم – البوكمال”.
وتابعت الصحيفة المقربة من أوساط “حزب الله”، ان ” الاستهداف الجديد يأتي بعد قرابة عشرة أيام من ضربات مماثلة تبنتها إسرائيل، معلنة أنها ضد قواعد عسكرية إيرانية في المنطقة الحدودية. هذه المرة، استُهدِفَت 4 مواقع تابعة لـ«كتائب حزب الله» العراقية، من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات”.
وتضيف الصحيفة “إن الجهة المستهدِفة لا تزال «مجهولة»، لكنها تظل محصورة بين احتمالين: الولايات المتحدة أو إسرائيل. ووسط هذا الغموض، ترجح مصادر محلية، أن تكون الطائرات المسيّرة التي قامت بالعملية أميركية”.
وكانت نقلت وكالة «رويترز» للانباء ، عما أطلقت عليه “مصدرا في التحالف الإقليمي الذي يدعم دمشق”، و”مصادر أمنية” في العراق، أمس(الاربعاء)، أن «طائرة مسيرة مجهولة ضربت موقعا بالقرب من بلدة تسيطر عليها الحكومة السورية على الحدود مع العراق الليلة الماضية».
وقال المصدر الموالي للحكومة السورية، بحسب «رويترز»، إن «الهجوم الذي وقع قريباً من بلدة البوكمال أصاب موقعاً يسيطر عليه مقاتلون عراقيون من قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، ولم يوقع قتلى أو مصابين». من جهتها ، أشارت المصادر الأمنية في العراق، إلى أن «هجوم الطائرة المسيرة استهدف البوكمال في سوريا»، من دون تقديم مزيد من المعلومات.
وفي الايام الماضية،كانت شهدت المنطقة المستهدفة،تحركات نشطة، اوحت باقتراب إعادة افتتاح المعبر الحدودي الرئيس بين البلدين(سورية والعراق) ، بينما يرى متابعون لهذا الشأن وتطوراته ، أن الاعتداءات التي تتكرر هناك ،هدفها منع افتتاح المعبر، ودفع الفصائل الحليفة لـ”دمشق وطهران”، المنتشرة هناك إلى الابتعاد عن تلك المنطقة.
قصف جديد “مجهول”
منصات اعلامية (أخرى) ، ذكرت انه قتل نتيجة هذه الغارات،الثلاثاء، عشرة مقاتلين عراقيين (موالين) لإيران. وذكرت وكالة “فرانس برس”، إن “الغارات استهدفت ثلاثة مواقع للحرس الثوري الإيراني ومجموعات موالية لها” في ريف دير الزور الشرقي، من دون أن يتمكن من تحديد الجهة التي نفذت الغارات، كما أفادت “هآرتس” الإسرائيلية في وقت سابق، بأن ميليشيات مدعومة من إيران، تعرضت لضربات جوية، “ليل الاثنين”، على الحدود بين (العراق وسوريا).
سماع انفجارات من الجهة العراقية
إلى ذلك، أفاد مراسل قناة “العربية” السعودية ، بأن “قائم مقام” معبر القائم ، الملاصق للحدود العراقية – السورية ، أكد سماع انفجارات في حدود الساعة الثانية عشرة والنصف ليلاً (بالتوقيت المحلي)، دون أن تعرف طبيعة تلك الانفجارات.
وكان مصدر أمني في حكومة “الأنبار” المحلية، أكد في وقت سابق، من يوم الثلاثاء، وقوع انفجارات عنيفة ، هزت منطقة البوكمال السورية ، القريبة من الشريط الحدودي مع العراق (غربي الأنبار)، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام عراقية محلية ، وأضاف أن القوات الأمنية ، شددت إجراءاتها الاحترازية على طول الشريط الحدودي مع سوريا ، تحسبا لأي طارئ.
استهداف مقار تابعة للحشد الشعبي العراقي
يذكر أنه في التاسع من ايلول\سبتمبر، استهدفت مقار تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي،بمنطقة البوكمال، ومن بينها مقار “حركة الإبدال” و”حيدريون” و”حزب الله” العراقي ، وفي حينه، رجح العديد من المراقبين ، الى ان تلك الانفجارات، وقعت جراء قصف طائرات (يعتقد) بأنها “إسرائيلية”.
وتنتشر (قوات إيرانية) وأخرى (عراقية)، داعمة للقوات النظامية السورية، في منطقة واسعة من (ريف) دير الزور الشرقي ، خصوصاً بين مدينتي “البوكمال” الحدودية ،و”الميادين”. ومحافظة (دير الزور)، مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر القوات الحكومية ومجموعات حليفة لها ، على المنطقة الواقعة (غرب) نهر الفرات ، الذي يقسم المحافظة إلى جزأين ، فيما تسيطر قوات سوريا الديموقراطية(قسد) ، وهي فصائل كردية وعربية ، مدعومة من التحالف الدولي بقيادة (واشنطن)، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.
وجرى استهداف مواقع عسكرية سورية في المنطقة ، مرات عدة، إذ استشهد أكثر من (50) مقاتلا ، كان بينهم (مقاتلون عراقيون) في حزيران/يونيو 2018 باعتداءات جوية ، قال مسؤول أمريكي ، إن “إسرائيل” تقف خلفها، إلا أن الأخيرة ، رفضت التعليق، كما استهدفت طائرات التحالف الدولي، أكثر من مرة ، مواقع عسكرية للقوات السورية في تلك المنطقة.