aren

الرياض تضيف يومًا جديدًا إلى أيامها الخالدة : السعودية تستحضر إلى الذاكرة قصة العلم الذي لا ينكس
الثلاثاء - 14 - مارس - 2023

(خاص)

التجدد الاخباري

احتفل السعوديون، السبت الموافق 11 آذار\ مارس، ولأول مرة بـ«يوم العلم»، وذلك بعدما ​صدر أمر ملكي، يوم الأربعاء 1 آذار\مارس 2023 الموافق 9 شعبان 1444هـ ، بأن يكون يوم 11 آذار\مارس من كل عام ، يوماً خاصاً بالعلم، باسم «يوم العلم»، تقديراً لراية التوحيد التي لا تنكس.

وجاء هذا الأمر الملكي انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ  الدولة السعودية  منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، الذي يرمز بشهادة التوحيد التى تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها  الدولة السعودية الأولى ، ويرمز بالسيف إلى القوة ، الأنفة ، علو الحكمة ، والمكانة.

على مدى نحو ثلاثة قرون ، كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات  المملكة  راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة، بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة ، وقوتها ، وسيادتها ، ورمزاً للتلاحم ، والائتلاف ، والوحدة الوطنية.

ويأتي الاحتفال بـ«يوم العلم» ، ليشكل مع اليوم الوطني الذي تحتفل به المملكة في يوم 23 أيلول\ سبتمبر من كل عام، ويوم التأسيس الذي سنّه ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، وبدأ الاحتفال به لأول مرة  العام الماضي على أن يكون يوم 22 شباط\ فبراير، عطلة رسمية من كل عام، وبهذا تشكل الأيام الثلاثة أياما وطنية يحتفل بها السعوديون ، والمقيمون ، كل عام ، تعبيرا ورمزا  لدولة فتية ، بدأت قبل ثلاثة قرون بعزيمة الرجال ، الذين أسسوا دولة قوية ، هي الآن  تتصدر  دول  مجموعة العشرين، الدول التي تمتلك أقوى ، وأكبر اقتصادات فى العالم.

ويتميز العلم السعودي ، بأنه الوحيد في العالم الذي لا يُنكَّس ، أو ينزل إلى نصف السارية في الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة ، التي تعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية ، وتحظر ملامسته للأرض والماء النجس والدخول به إلى أماكن غير طاهرة ، أو الجلوس عليه، لما يحمله من دلالة دينية بإضافة كلمة التوحيد الإسلامية إليه، والسيف العربي ، الذي يرمز إلى الوطنية.

ويُعدُّ يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م ، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيزـ طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة ، التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.

وتحت علم السعودية، توحدت أنحاء المملكة براية واحدة، وذلك منذ تأسيسها في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، قبل حوالي تسعة عقود مضت، وذلك في 11 مارس/ آذار عام 1937.

لكن هذا العلم مرّ بمراحل أخرى ففي سبتمبر/ أيلول 1932 صدر مرسوم ملكي يقضي بتوحيد جميع أنحاء المملكة تحت اسم «المملكة العربية السعودية»، واختار لها الملك عبد العزيز آل سعود، علما من شريطين متقاطعين وعلامة بيانات بينهما كرمز للمملكة المنشأة حديثًا.

وكان حكام آل سعود قد توارثوا حمل «الراية السعودية»  حين كانوا ينشرون الدعوة ويوسِّعون مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، إذ تؤكد المراجع التاريخية أن الراية كانت آنذاك خضراء مشغولة من أجود أنواع الحرير مكتوبًا عليها «لا إله إلا الله»، والعلم السعودي اليوم ، هو نفس الراية والبيرق ، الذي كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى ، والثانية منذ نشأتها.

في عام 1750، بدأت قصة العلم السعودي، عندما كان يُطلق على المملكة العربية السعودية وقتها إمارة الدرعيّة، وكان العلم مستطيل الشكل وذا قاعدة خضراء داكنة يتوسّطه شكل هلال مرسوم باللون الأبيض، وظل العلم على هذا الشكل بين الأعوام من 1750 إلى 1818م.

وتطوَّر شكل العلم بعد ذلك عندما بدأت رحلة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- إلى نجد عام 1902م، استطاع حينها السيطرة عليها وضمَّها للبلاد، ووضع بعض التعديلات على شكل العلم، فأزال رسم الهلال مستبدلاً إياه بكلمة لا إله إلا الله، وبقي العلم على هذه الحال لنهاية عام 1921م. وفي الفترة بين 1921 و1926م، ضمَّ الملك عبدالعزيز مزيداً من المقاطعات لإمارة نجد، وصار يُطلق عليها اسم مملكة نجد، وقتها تغيَّر العلم بعد أن كتبت كلمة «لا إله إلا الله» بخط أكبر على المساحة الخضراء، وأصبح الجزء الأبيض الطولي موجوداً إلى يمين العلم، كما أضيفت علامة السيف باللون الأبيض أسفل كلمة التوحيد.

ومع توسيع أطراف المملكة لتشمل منطقةَ الحجاز كاملة، شهد شكل العلم تغييراً جديداً، فأزيلت علامة السيف، وأُحيطت الراية الخضراء باللون الأبيض وتتوسّطها كلمة التوحيد باللون الأبيض.

كما طرأت تغيراتٌ جديدةٌ على العلم بعد انتهاء توحيد البلاد في الفترة بين الأعوام 1932 – 1973م، إذ صارت أرضية العلم خضراء بالكامل، وكُتبت عليها علامة التوحيد بخطٍّ أبيض كبير، ووضعت تحتها علامة السيف ، والذي اتصلت نهايته ببداية كلمة التوحيد.

وفي عهد الملك فيصل عام 1973م حصلت أيضاً بعض التغييرات الطفيفة على شكل العلم، وهو لا يزال الرسم المعتمد للمملكة إلى وقتنا الحاليّ.