aren

الدراما السورية.. بالفم الملآن :”لا أمل”\\ بقلم : أيمن زيدان
الإثنين - 21 - ديسمبر - 2020

هذه وقفة بسيطة امام التحديات التي تواجه درامانا السورية ، وهي بمثابة تخطيطات عامة ، لابد من فتح حوار جدي حول سبل تجاوزها ، والخروج من الحالة الراهنة لها الى افق أرحب ، يكون استمراراً لريادتها منذ سنوات التأسيس ، ولانطلاقتها الجديدة مطلع التسعينيات.

– من الواضح ، ان هناك محاولة لرمي الدراما السورية في زاوية ما اصطلح على تسميتها بـ(دراما البيئة الشامية) وهي زاوية ضيقة ، تحدد دون شك امكانيات التطور والتأثير ، واغراقنا في هذا المربع المتخفي ، هو شكل من اشكال ، تفريغ هذه الدراما من ألقها

– هناك محاولات قصدية لتخليص الدراما السورية من آفاق مواضيعها المفتوحة على القضايا الاجتماعية الساخنة وحتى فضاء الكوميديا الجادة ، التي تميزت بها كثير من نتاجاتها

– وهناك ايضاً ، تغييب متعمد لريادة الدراما السورية في الدراما التاريخية ، التي رصدت ببراعة ، مفاصل هامة من التاريخ العربي والاسلامي ، والتي كانت في اغلبها ، تنطوي على ملامح نهضوية ، واشكالية

– اندثرت كل ملامح مشاريع النضال الوطني، التي كانت تتصدى لها ، كثير من اعمال الدراما السورية عبر رصد التجربة الشعبية في مواجهة المستعمر ، وكتابة تاريخ حقيقي للمنطقة ، وخلق ابطال شعبيين ووطنيين ، قدموا دروساً نبيلة مسكونة بمفاهيم العدالة ، ورفض الظلم ، وقراءة جدية لمنعطفات التجربة الوطنية ، والانسانية

– ان تحديات التسويق ، دفعت الدراما السورية ان تكون اسيرة لخيارين: إما الخضوع المُذّل لشروط السوق ، او صناعة منتج ٍ رخيص وخال ٍمن القيم الجمالية والمعرفية ، وبالتالي بدأت الدراما ، تفقد آفاق تميزها

– لم تستطع جهات الانتاج الرسمية بصيغها القائمة ، أن تكون حاملاً لمنتج مختلف أو لدراما سورية ، متمايزة عن السائد ، مما جعلها – للأسف – جزءاً ضعيفاً من المعادلة الانتاجية الهشة ، وفقدت مبررات وجودها ، بل ربما كانت ملمحاً لتحطيم الامكانية حتى بالحلم

– هناك احساس بالمرارة والاحباط ،يؤكده غياب اي مراجعة حقيقية ، او توقف جدي ، عند هذا التراجع لدرامانا ومحاولة البحث عن حلول جدية للخروج من مستنقع الرداءة ، الذي بدأ للأسف ، يصبح حاضناً لدراما كان توهجها في يوم ما ، مثار اعجاب ملفت ، وتأثير مدهش

– لاشك ، ان الحديث يطول ويطول ، لكن في ظل صيغ التعاطي السائدة مع درامانا السورية ، أستطيع القول بالفم الملآن : لاأمل