التجدد الاخباري – (خاص) مكتب واشنطن
على هامش قمة “الناتو”، المقرر عقدها غدا فى بروكسل ، يلتقي الرئيس الامريكي جو بايدن – لاول مرة – الرئيس التركي رجب اردوغان.
بايدن ، الذي يتجاهل ويظهر كراهيته لأردوغان ، واصفا إياه بالحاكم المستبد. جاءت أول مكالمة هاتفية بينهما بعد (ثلاثة أشهر) من تنصيب بايدن ، وكانت فقط لإبلاغ الزعيم التركي بالقرار التاريخي ، وهو اعتراف الولايات المتحدة بالإبادة الجماعية للأرمن عام 1915. بينما يأتي اللقاء في وقت حساس لأردوغان، الذى تتأرجح بلاده على حافة أزمة اقتصادية وسياسية كارثية محتملة، وهو ما ساعد بايدن فى خلق نفوذ على أردوغان، وجعل هذا الاخير يسعى حثيثا إلى بداية جديدة مع الرئيس الأمريكي في بروكسل.
ووفقا للعديد من دوائر صنع القرار الامريكي ، فانه على هامش اللقاء: 3 مسائل ، سوف يستغلها بادين بمواجهة أردوغان وللضغط عليه من أجل تغيير سياساته.
المسألة الأولى – هي المحاكمات الجائرة لموظفي القنصلية الأمريكية في تركيا، والذين شملهم الاعتقال بحجة “الانقلاب الفاشل” في عام 2016 . هذه الاعتقالات تعتبرها وزارة الخارجية الأمريكية ، “ذات دوافع سياسية وليس لها أي أساس قانوني”.
المسألة الثانية – وهي تخص مستقبل تركيا كـ”دولة ديمقراطية”. ففي عام 2015، حقق حزب الشعوب الديمقراطي ، نجاحًا كبيرًا لدرجة أنه ساعد لفترة وجيزة في إنهاء الأغلبية البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان للمرة الأولى منذ عقد. ومذاك شن أردوغان حملة ضد حزب الشعوب الديمقراطي، زاعمًا أن الحزب مرتبط بالمقاتلين الأكراد الذين يشنون حرب عصابات ضد تركيا منذ 40 عامًا. تحت هذه الذريعة، أقالت الحكومة العديد من نواب حزب الشعوب الديمقراطي ، وعزلت العشرات من رؤساء البلديات المنتخبين من مناصبهم.
وبحسب جهات امريكية فاعلة في ادارة البيت الابيض ، فانه لا يمكن لدولة ترفض التمثيل السياسي للأقليات ، أن تكون حليفا ديمقراطيا للولايات المتحدة في المنطقة. وبناء عليه “ينبغي على بايدن ألا يخجل من تذكير أردوغان بهذه الحقيقة”.
أما المسألة الثالثة والأخيرة – فهي تتعلق بقمع نظام أردوغان للمجتمع المدني على الرغم من مواصلته الترويج بلا كلل للقيم الديمقراطية في المجتمع التركي!. فعلى مدى سنوات، قامت حكومة أردوغان بمضايقة أو ترهيب أو مقاضاة شخصيات رئيسية في المجتمع المدني ممن طالبوا بإنهاء قبضة أردوغان على السلطة.
في خلاصة إجمالية، لهذه القمة بين الرئيسين ، يميل التوجه العام لدى طاقم الرئيس بايدن الاستشاري الى انه -بايدن- يواجه فرصة تاريخية ، لتغيير سلوك أردوغان. هذا الأخير الذي حكم تركيا منذ ما يقرب من عقدين ، والذي لم يكن أكثر عرضة للخطر من ذي قبل- بحسب هؤلاء الاستشاريين –
فمع تفاقم الأزمة الاقتصادية في تركيا، تنخفض شعبية أردوغان، علاوة على كل هذا، تواجه حكومة أردوغان اتهامات خطيرة بالفساد والاغتصاب والقتل بسبب زعيم المافيا التركي (سيدات بيكر)، الذي انفصل مؤخرًا عن الحكومة ، وقام بنشر مقاطع فيديو تعرض تفاصيل مروعة ضد شخصيات في “حزب العدالة والتنمية- حزب اردوغان”، واستخدامهم السيء للمجرمين المنظمين مما أصاب الشعب التركي بالذهول.
تبقى الاشارة الى ان في خلفية هذا اللقاء، سلة ملفات مثقلة بالخلافات والمشاكل. حيث ينتهي بهذا الاجتماع انتظار أردوغان ، الذي استمر خمسة أشهر في فترة سلطت الضوء على العلاقات الفاترة بين البلدين.
في الختام ، ينصح الخبراء المتابعين للرئيس بايدن الى هذه القمة بالتالي : ” على الرئيس أن يوضح لأردوغان أن تركيا الاستبدادية لا تشكل تهديدًا لقيم الولايات المتحدة الأساسية ، فحسب، بل لأمن الولايات المتحدة أيضا”.