ادارة التحرير :
أجرى وفد أمريكي زيارة إلى الجزيرة السورية (يوم الأربعاء) ، يضم عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور “ليندسي غراهام” ، وقد جاءت وفق ما أعلن (للاطلاع على آخر المستجدات في المنطقة).
الوفد المتسلل الى الاراضي السورية ، زار “سجن غويران” في الحسكة ، والذي يضم مقاتلين سابقين في تنظيم داعش\ “الدولة الإسلامية”، كما زار “مخيم الهول” ، والذي يضم الآلاف من عائلات المقاتلين. وضم الوفد الأمريكي : السيناتور ليندسي غراهام، وقائد قوات “التحالف الدولي” في العراق وسورية، الجنرال “جون برينان”، والتقى الوفد مع مسؤولين في “الإدراة الذاتية” الانفصالية.

اتت هذه الزيارة، عقب زيارة أجراها (غراهام) نفسه إلى تركيا قبل يومين، التقى خلالها مسؤولين أتراك، من بينهم المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن. وقال غراهام في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، إن زيارته لتركيا كانت “مثمرة”، وناقشت الأوضاع في شمال شرقي سورية والعملية العسكرية التي تنوي تركيا تنفيذها في المنطقة. مضيفاً: “بينما كانت لدينا علاقة إشكالية في بعض الأحيان، من الضروري أن تتخذ تركيا والولايات المتحدة خطوات لتعزيز العلاقات بينهما”. وتحدث السيناتور الأمريكي عن مقترح قدمه لتركيا من أجل تقريب وجهات النظر بين أنقرة و”الإدارة الذاتية” شمال وشرق سورية.
هنا مقال لـ(غراهام) تم نشره على موقع “فوكس نيوز”، لما حوته من تفاصيل لخطط يجري التحضير لها للجزيرة السورية بمنظار (امريكي – تركي)، ويمكن تصنيفها بالخطيرة والخطيرة جدا على الجمهورية العربية السورية ، كما ان الطرح\ الخطة الامريكية- التركية المحملة على هذا المقال ، يأتي الإعلان عنها في وقت لا يزال فيه توقيت العملية العسكرية التركية على الجزيرة السورية مجهولاً، إذ لم تعلن “أنقرة” بعد عن موعد العملية، باستثناء تصريحات للرئيس التركي، الذي قال قبل أيام إن العملية “قد تأتي فجأة ذات ليلة”.
ترجمة خاصة – التجدد الاخباري
هنا نص المقال \\
شهد العالم اضطرابات عديدة هذا العام، كان أبرزها الغزو الروسي لأوكرانيا، والتطوّر المستمر للبرنامج النووي الإيراني العدائي، والاستفزازات الصينة، كذلك عودة ظهور تنظيمي داعش والقاعدة، ما يتضّح بأن العالم لا يزال مكاناً خطراً. ومع ذلك، فإن إحدى المناطق المضطربة التي تستحق التركيز عليها مجدداً هي شمال شرق سوريا.
كان (شمال) شرق سورية ، مركزاً وموطناً روحياً لخلافة داعش لسنوات عديدة. خلال فترة حكم داعش، تم التخطيط للعمليات ضد الأهداف الغربية وإدارتها بشكل أساسي من محافظة الرقة. لن أنسى أبداً المذبحة التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في هجمات باريس وفرنسا عام 2015، أو الهجمات المستوحاة من داعش التي نفذت في الولايات المتحدة، وأعمال همجية أخرى لا حصر لها ارتكبها داعش في جميع أنحاء العالم.
لحسن الحظ، دمّر الرئيس دونالد ترمب الخلافة في سورية والعراق، وأصبح العالم مكاناً أفضل بكثير بعد ذلك. تصرّفت إدارة بايدن بشكل فعّال في مواصلة المكاسب التي تحققت في المنطقة من خلال ترك ما يقرب من 900 جندي أمريكي في سوريا، معظمهم في شمال شرقها، للعمل مع قوات المقاتلين المحليين لضمان عدم ظهور داعش مجدداً. لكن الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك.
تلوح في الأفق في شمال (شرق سورية) مشكلة مخاوف الأمن القومي المشروعة لتركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو). تم الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية لتدمير خلافة داعش في سوريا، إلى جانب الدعم الأمريكي. و تتكون هذه القوات من مجموعة كردية تعرف باسم وحدات حماية الشعب (YPG). لكن تركيا تنظر إلى وحدات حماية الشعب على أنها تهديد لأمنها القومي، نظراً لارتباطها المزعوم بحزب العمال الكردستاني.
لقد نوقشت هذه المشكلة قبل سنوات في جلسات استماع لجنة مجلس الشيوخ، حيث عملت إدارة أوباما للعمل على معالجة مخاوف تركيا. لكن لم يتم فعل أي شيء حينها، وانتقلت تركيا إلى شمال شرق سورية منذ عدة سنوات بسبب مخاوفها من تعرضها لهجمات انطلاقاً من هناك.
التحدّي الذي يواجهنا في المضي قدماً، هو كيف ندعم أولئك الذين ساعدونا في تدمير خلافة داعش دون تقويض الأمن القومي التركي؟ لقد أقلقت هذه المشكلة الإدارات الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، لكن من المؤكد أنه لن يتم حل هذه القضية بتجاهلها. عملت كل من إدارتي ترامب وبايدن على إيجاد حل، لكن الفوضى في جميع أنحاء العالم جعلت هذه القضية تتراجع في الأولويات الأمريكية.
هذا الأمر يستدعي اهتمامنا العاجل، لأن داعش بدأ في الظهور من جديد في شمال شرق سوريا. يضم مخيّم الهول للنازحين في شمال شرق سوريا ما يقدّر بنحو 57000 لاجئ، بينهم كثير من النساء والأطفال المرتبطين بعناصر من تنظيم داعش، وهو بمثابة أرض خصبة لتجنيدالعناصر الإرهابية. يمكن في أي لحظة أن تنفجر هذه المشكلة، في وقت تواصل الاشتباكات على جبهات متعددة، ليس فقط التهديدات الإرهابية من داعش، ولكن أيضاً الصدام بين تركيا والعناصر الكردية في سوريا، و المستفيد الأكبر من الصراع الإقليمي الجديد سيكون داعش.
أخطط للسفر إلى المنطقة قريباً وأتطلع إلى العمل مع إدارة بايدن لإيجاد حل لهذه المشكلة المتنامية. من الضروري أن نعترف بمخاوف الأمن القومي المشروعة لتركيا، وأن ننشئ مناطق عازلة بين العناصر التي تعتبرها تركيا جماعات إرهابية، وأن ندعم أولئك الذين ساعدونا في تدمير الخلافة الإرهابية، ونضمن عدم ظهور داعش مرة أخرى.
الحل الذي أرى أنه الأكثر قابلية للتطبيق، هو معالجة مصالح الأمن القومي لتركيا مع تطوير علاقة تجارية في الوقت نفسه بين الحكومة التركية وسكان شمال شرق سورية. فهناك حقول نفط في شمال شرق سوريا يمكنها مع المزيد من الاستثمار إنتاج كميات أكبر من النفط، وهو ما يعود بالفائدة على كل من سوق النفط العالمية، واقتصاديات شمال شرق سورية وتركيا. أفضل طريقة لحل هذه المشكلة بمرور الوقت هو جعلها مربحة للجانبين لسكان شمال شرق سورية وحلفائنا الأتراك، سواءً على الصعيد الأمني ، أو الاقتصادي.
هذه مشكلة معقّدة ويجب حلها، فمن الضروري أن يعمل الكونغرس وإدارة بايدن معاً لإيجاد حل قبل فوات الأوان. عندما تظهر داعش في الشرق الأوسط مجدداً، فإن أسلوب حياتنا هنا في الولايات المتحدة سيكون مهدداً. المكاسب التي حققناها بتدمير الخلافة في خطر، في وقت يتنامى فيه الصراع بين تركيا حليفنا في الناتو من جهة، وبين القوات الكردية في شمال شرق سورية من جهة أخرى يوماً بعد يوم. يجب علينا أن نعمل، فعلى الرغم من أن عملية حل هذه المشكلة صعبة، إلا أن العمل على إيجاد حل أفضل بكثير من تجاهل المشكلة ، والتعامل مع داعش من جديد.
يمثل الجمهوري “ليندسي غراهام”، ولاية (ساوث كارولينا) في مجلس الشيوخ بالولايات المتحدة.
ملاحظة \\ :
العنوان أعلاه ، وضعته اداة تحرير الموقع . أما العنوان الأصلي للمقال، فهو : “إن صعود داعش في سوريا هو تهديد لأسلوب حياتنا الأمريكي“