aren

التحدي العظيم … الصين تستحق العقاب في ملف كورونا \\ كتابة : مايك بومبيو و لويس ليبي
الخميس - 10 - يونيو - 2021

التجدد الاخباري – ترجمة خاصة (مكتب بيروت)


الرئيس الصيني “شي جين بينغ” يتحدث في ماكاو ، الصين ، في ديسمبر 2019


بومبيو
ليبي

أمام إدارة (الرئيس الأمريكى جو بايدن) تحد دبلوماسي هائل، فالمخالفات التي ارتكبها الحزب الشيوعي في الصين قد ساعدت على تسريع انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم، مما أدى لوفاة ٣.٧ مليون شخص حتى الآن، كما خلق حالة من الفوضى في الاقتصاد العالمي.

ولكن أمام بايدن الآن الفرصة وعليه تحمل المسؤولية لقيادة رد فعل دولي عادل وفعّال، وفي حال لم يقم بذلك فإن التداعيات ستكون هائلة على المستقبل.

فعلى الرغم من مرور ٤ أشهر على وجود إدارة بايدن في البيت الأبيض، فإنه حتى الآن لم يُظهر سوى علامات قليلة فقط تُذكر تدل على اهتمامه بهذه المشكلة، ففي يوم ٢٦ مايو الماضي، أعلن أنه سيمهل مجتمع المخابرات الأمريكي ٩٠ يومًا للعمل مع العلماء الأمريكيين من أجل التوصل لمنشأ كورونا، لمعرفة ما إذا كان مصدره من الحيوانات المصابة أو أنه قد تسرب من مختبر، لكنه في نفس الوقت أكد على أن المصدر الحقيقي قد لا تتم معرفته أبدًا.

وبغض النظر عما سيسفر عنه هذا التحقيق، فإن نظام الرئيس الصيني، شى جين بينغ، قد ارتكب بالفعل مخالفات تستدعي استجابة قوية من قبل الدول الديمقراطية الرائدة في العالم، وهو ما يتمثل في إنشاء التحالف الذي يجب أن يبدأ بايدن في الإعداد له من الآن.

ومن الممكن أن تبدأ تفاصيل إدانة الحزب الشيوعي الصيني بالأدلة الدامغة على أن البلاد ظلت متسترة على مخاطر هذا الفيروس لأسابيع، في أواخر عام ٢٠١٩ وأوائل عام ٢٠٢٠، حينما كان الفيروس ينتشر في بكين، وأصاب العديد من الأشخاص، مما أدى للتسريع من ضرره على العالم بشكل كبير.

فالسلوك المتهور الذي اتبعته الصين وتبنيها لبعض الأنشطة الخطيرة، المتمثلة في السماح ببيع الحيوانات الحية في «الأسواق الرطبة» غير الصحية، أو في مختبرات الفيروسات التي يديرها الحزب الشيوعي، هو الذي ساعد على انتشار الفيروس في المقام الأول.

ويعترف معظم قادة العالم الديمقراطي سرًا بأنه لم يكن من الممكن أن تتصرف أي دولة مسؤولة بهذا السوء، ولكنهم يترددون في قول ذلك علنًا، وذلك لأنهم بلا شك على دراية بما حدث في الربيع الماضي عندما حثت الحكومة الأسترالية على إجراء تحقيق مستقل في منشأ كورونا، وهو ما ردت عليه بكين من خلال فرض عقوبات تجارية عقابية عليها بشكل فوري.

وتدرك الصين بالفعل أنها يمكن أن تفلت من العقاب بسبب توغلها فى بحر الصين الجنوبى، وبسبب انتهاكاتها ضد الأويغور فى شينجيانغ، أو لخنق الديمقراطية فى هونغ كونغ، أو لسرقة الملكية الفكرية التى تكلف الدول الأجنبية مئات المليارات من الدولارات سنويًا، ولكن إذا أفلت الحزب الشيوعى الصينى أيضًا من عواقب لعب الدور الأساسى فى هذه الكارثة التى تؤثر على الأبرياء فى منازلهم فى جميع أنحاء العالم، فإنه سيزداد جرأة.

وهنا تكمن فرصة بايدن الدبلوماسية، فكل الأمم تعانى، ولكن نادرًا ما تسنح مثل هذه الفرص لرئيس من أجل بناء التحالفات.

ويتعين على الديمقراطيات الرائدة أن تعمل معًا، حيث يمكن لقوتهم الاقتصادية الهائلة أن تفعل الكثير لإقناع الصين بوقف أنشطتها البحثية الخطيرة المتعلقة بالفيروسات، والتعاون فى التحقيق فى منشأ فيروس كورونا، وتحمل قدر من الأضرار التى يلحقها الوباء بالدول الأخرى.

وفى حال تعذر ذلك، ومن المؤكد أن الحزب الشيوعى الصينى، فى عهد شى، سيرفض التعاون، فإنه يمكن لهذا التحالف الدولى فرض تكاليف باهظة على قادة الحزب وعلى الأنشطة الاقتصادية للبلاد.

وسيحتاج هذا التحالف الذى سيقوده بايدن إلى الاستعداد لاتخاذ تدابير أحادية ومتعددة الأطراف، محسوبة بشكل جيد، ضد قيادة الحزب الشيوعى والكيانات الصينية، وفى حال لم يتصرف الحزب بشكل مسؤول تجاه العالم، فإنه ينبغي لهذا العالم التوقف عن حماية أصول قادة الحزب المخبأة في الخارج، كما يجب رفع دعاوى ضد الشركات الصينية المملوكة للدولة، والأنشطة التجارية غير المضبوطة، والحد من المعاملة التفضيلية للكيانات الصينية، ولكن يمكن تنفيذ مثل هذه الإجراءات على مراحل متعددة وذلك لإعطاء الدبلوماسية الفرصة، حيث إنه قد تكون هناك حاجة إلى وضع سياسات أو عقد اتفاقيات أو حتى سن قوانين جديدة.

هل ستكون مثل هذه الإجراءات عادلة؟ نحن نقوم فى الولايات المتحدة بالمعاقبة على إتلاف الأدلة، ونعتبر التستر على أنه دليل على الجرم، كما أننا نعرّض الأشخاص الذين يتبنون الأنشطة الخطيرة لمساءلة صارمة، ومن الواضح للغاية أن الصين مذنبة بالفعل في هذه التهم.

ومن المؤكد أن الحزب الشيوعى الصينى سينتقم بقسوة، فقد يقوم بتعطيل سلاسل التوريد، ومعاقبة الأفراد والشركات، وهو ما قد يؤدى لتفكيك هذا التحالف الديمقراطي، فنحن أيضًا، مثل الصين، لدينا نقاط ضعف، بما في ذلك سلاسل التوريد الخاصة بنا، والتي يجب أن نعالج بعضها بشكل فوري، فإيجاد طرق لتفادي الضربات من الصين سيكون الجزء الأكثر إلحاحًا فى هذا التحدى الدبلوماسى التى يواجهه بايدن.

وقد استفاد الحزب الشيوعي الصيني بشكل كبير من الوصول إلى العالم الذي تحكمه القوانين والنظام، وبعد أن أوقع هذا العالم فى حالة من الفوضى من خلال سوء سلوكه، فإنه كان من الممكن أن تحاول بكين تصحيح مسار الأمور من خلال الكشف الكامل عن الحقيقة وإجراء تحقيق دولي فيما حدث، ولكنها بدلاً من ذلك، سخرت من إعلان بايدن عن الأمر الذي وجهه لمجتمع المخابرات الأمريكية.

وقد تختار الديمقراطيات الرائدة فى العالم تحمل خسائرها لتجنب المواجهة مع الصين، وقد يقرر بايدن أن يكون أكثر صرامة في المرة القادمة، ولكن دائمًا ما يكشف التاريخ أن هذه المرة القادمة غالبًا ما تكون متأخرة للغاية.

وزير الخارجية الأمريكي السابق

مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأمريكي السابق

.https://www.washingtonpost.com/opinions/2021/06/07/pompeo-libby-china-covid-biden/