aren

البداية المثالية لسياسات (بايدن) الخارجية : “ردع أردوغان”
الأحد - 22 - نوفمبر - 2020

التجدد الاخباري – مكتب واشنطن

أكد محللون أمريكيون ، أن كبح جماح السياسات العدوانية والمطامع التوسعية لنظام (رجب) أردوغان، يشكل أحد الملفات البارزة على أجندة السياسة الخارجية للرئيس المنتخب “جو بايدن”، الذي يستعد لتسلم مهام منصبه بعد أقل من 60 يوماً – من الآن- خصوصاً في ظل إمعان أردوغان في محاولات لـ(استعراض العضلات) على الساحة الإقليمية.

وشدد المحللون على أن لدى بايدن ، “فرصة ذهبية” لوضع حد لتحركات أردوغان التخريبية، على أكثر من جبهة في الشرق الأوسط ومنطقة شرق المتوسط، و(تلقينه درساً)، في ضوء “أنه تخطى الحدود، في ما يتعلق بالكثير من الملفات، ومن بينها حصوله على منظومات تسلح روسية، يشكل تشغيلها خطراً على القوات الأميركية، وذلك برغم عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.

وفي تصريحات نشرها موقع «إن هوم لاند سيكيورتي» الأمريكي ، المتخصص في التحليلات المتعلقة بالشؤون الأمنية والعسكرية، قال المحلل المخضرم، إيلان فوكس: إنه من الواضح أنه ستكون هناك حاجة إلى رد قوي من جانب إدارة بايدن المقبلة على هذه الحماقات التركية «عاجلاً وليس آجلاً»، وهو ما أكده كذلك عدد من أعضاء الكونجرس مؤخراً.

https://inhomelandsecurity.com/joe-bidens-first-foreign-policy-task-turkeys-erdogan/

وشدد فوكس، الباحث في الجامعة العسكرية بالولايات المتحدة، على أن ذلك يعني أن «اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع تركيا، سيكون من بين المهام الأولى، التي سيضطلع بها بايدن، لا سيما وأن أمريكا تشعر بانزعاج شديد حيال المغامرات العسكرية التي يواصل النظام التركي الانخراط فيها، في دول مثل ليبيا والعراق وسوريا، بجانب عمليات التنقيب غير المشروعة التي يقوم بها قبالة سواحل قبرص في البحر المتوسط، ومحاولته استقطاع حصة من موارد الطاقة هناك، بشكل غير قانوني».

ايلان فوكس

وسيشكل هذا التحرك المرتقب من جانب الرئيس الأمريكي المقبل «فرصة للمجتمع الدولي بأسره، لكي يضع أردوغان في مكانه، ووقف الإزعاج الذي تسببه سياساته الاستفزازية، التي تثير قلق الكثير من القوى الإقليمية والدولية، ومن بينها روسيا، المستاءة بشدة من موقف تركيا حيال أزمة ناغورنو كرة باغ».

وأكد المحلل الأمريكي ، أن موقف الرئيس التركي ضعيف على الصعيدين الداخلي والخارجي، رغم كل الضجيج الذي يثيره من حوله، «فقد أدت سياساته إلى إضعاف وضع الاقتصاد وقيمة العملة في بلاده»، بما قاد إلى تفاقم معدلات البطالة والتضخم وهروب رؤوس الأموال الأجنبية، وهو ما دفع وكالات التصنيف الائتماني الدولية، إلى تخفيض تصنيف تركيا، لتصبح على قدم المساواة مع دول ضعيفة اقتصادياً.

واعتبر أن «التعامل بصرامة مع أردوغان ونظامه، سيلقى الترحيب من جانب العديد من الأطراف المؤثرة على الساحتين الإقليمية والدولية، وهو ما يمنح إدارة بايدن الفرصة لكي تبدأ مسيرتها على صعيد التعامل مع قضايا السياسة الخارجية، بتحرك قوي ضد النظام التركي».

وأبرز فوكس العلاقات الشائكة ، التي تربط الرئيس الأمريكي المنتخب بـ(أردوغان)، مشيرًا إلى أن بايدن سبق أن أدلى العام الماضي بتصريحات، برهنت على استعداده لمساعدة المعارضة التركية على الإطاحة بالرئيس المستبد للبلاد، وعزمه انتهاج سياسة مختلفة في هذا الشأن، عن تلك التي تبناها الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، على مدار السنوات الأربع الماضية.

تركيا تعيد ضبط استراتيجيات الضغط على إدارة بايدن

بالتوازي مع ذلك ، قالت صحيفة الـ(نيويورك تايمز)، في مقال نشر يوم (الثلاثاء الفائت)، إن تركيا تعد من بين عدد من الدول ، التي يتدافع مسؤولوها الحكوميون ، لإعادة ضبط استراتيجيات الضغط بعد انتخاب (جو) بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقالت الصحيفة ، إن ممثلين من الحكومة التركية ، أجروا محادثات مع جماعات الضغط المرتبطة بنائب الرئيس الأمريكي السابق، الذي سيتولى منصبه في كانون الثاني – يناير، وهم في حالة من الذعر لتحقيق تقدم مع الإدارة الجديدة.

وبينما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى احتمال حظر جماعات الضغط من إدارته ، خلال حملته الانتخابية، فقد وضعهم لاحقاً في مناصب رئيسية. وخلال فترة رئاسة ترمب، قامت تركيا بزرع شخصيات مرتبطة بالرئيس الأمريكي ، ووظفت جماعات ضغط أمريكية بشأن سلسلة من القضايا، بما في ذلك انتهاك حظر الأسلحة ، الذي فرضه الكونغرس بسبب شراء أنقرة لأنظمة الصواريخ الروسية “إس 400”.

https://www.nytimes.com/2020/11/17/us/politics/corporations-and-foreign-nations-pivot-to-lobby-biden.html

وقال مقال الـ(نيويورك تايمز): إن الرئيس المنتخب بايدن، من ناحية أخرى، اتخذ إجراءات تثبت بعده عن جماعات الضغط، مشيرة إلى أن انتخابه لاقى ترحيباً في صناعة النفوذ في واشنطن. وأشار المقال على وجه التحديد إلى المشرع القانوني لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم (علي) إحسان أرسلان، المعروف أيضًا باسم “مجاهد أرسلان”، الذي وقع اتفاقًا الشهر الماضي مع شركة الضغط “أفينيو ستراتيجيز”، التي أسسها باري (بينيت) مستشار حملة ترمب لعام 2016.

علي ارسلان ضمن الكادر باللون الاحمر

وقالت الصحيفة ، نقلاً عن أحد أعضاء جماعة الضغط، إن (أرسلان) أعرب عن مخاوفه بشأن فعالية علاقاته في إدارة بايدن، وأشارت إلى أن المشرع كان يبحث عن التواصل مع جماعات الضغط للوصول إلى الرئيس الأمريكي المنتخب.

محمد (إحسان أرسلان)

ويعد (والد) أرسلان، محمد (إحسان أرسلان)، هو أحد الأعضاء المؤسسين ، والنائب السابق لحزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان. وتعود “أصول” عائلة أرسلان إلى مدينة (بطمان) الكردية جنوب شرق تركيا. تحدث محمد إحسان أرسلان ، يوم الثلاثاء الماضي إلى “بي بي سي التركية”، منتقدًا حزب العدالة والتنمية بشأن سلسلة من القضايا، بما في ذلك سياسته تجاه الأكراد، والاقتصاد المتعثر في البلاد، والقضاء.

وقال أرسلان “إذا كنا غير قادرين على حل هذه المشكلة بأنفسنا، فإن الدول الأجنبية الكبيرة ستتدخل. ولهذا السبب حظيت مشكلة حزب العمال الكردستاني خلال فترة وجودنا في المنصب ببعد دولي مفرط”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور، وهو جماعة مسلحة دخلت في حرب في تركيا منذ ما يقرب من أربعة عقود.

وأشار النائب السابق لحزب العدالة والتنمية أيضًا إلى تصريحات أردوغان في وقت سابق من هذا الشهر بشأن الإصلاح القضائي والمالي القادم، واصفًا هذه التصريحات بأنها اعتراف فعال بالسياسات الخاطئة للحكومة.

وقال “إذا كنا نقول اليوم أننا بحاجة إلى نظام قانوني وإصلاح اقتصادي، فهذا يعني أننا نقرّ بشكل غير مباشر أن لدينا سياسات إشكالية حتى الآن. من الصعب نوعًا ما على أولئك الذين ارتكبوا أخطاء تصحيحها ومحاولة عمل الصواب”.

يُعرف أرسلان ، بأنه أحد أقرب مستشاري أردوغان. التقى الاثنان في التسعينيات ، وعمل النائب عن حزب العدالة والتنمية لفترة طويلة ، كأحد القنوات الخلفية للرئيس التركي مع واشنطن.

وكانت أرسلت تركيا ، العديد من المبعوثين إلى واشنطن كـ(قنوات خلفية) خلال الفترة 2019-2020 لاختبار الخيارات المختلفة لحل القضايا الثنائية بين الدول. ولعب أرسلان دورًا خلال ذلك الوقت، حيث التقى بمسؤولي إدارة ترمب في واشنطن (العاصمة).

الصداقة التي أنقذت اردوغان

ويبدو أن العلاقة الأمريكية – التركية المتوترة ، والتي كثيرا ما كانت تنقذها “الصداقة” بين ترمب وأردوغان، تمر بمرحلة سيئة في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي. وسبق أن هنّأ الرئيس التركي ، (بايدن) على فوزه.

يذكر أن أردوغان، وفي رد له على رسالة من ترمب في 2019 ، حذره فيها بألا يكون “رجلا متصلبا” ، أو “أحمق” أو أن يكون “شيطانا”، قال إنه لن ينسى، متعهدا برد لما قال إنها رسالة تخرج عن إطار المجاملات الدبلوماسية. وكان ترمب قد كتب هذه التحذيرات في رسالة إلى أردوغان بتاريخ 9 أكتوبر العام الماضي، في محاولة لإقناع الرئيس التركي ، ألا يبدأ هجوما عسكريا في سورية.

وقال الرئيس الأمريكي في الرسالة “فلنتوصل إلى اتفاق جيد!… أنت لا تريد أن تكون مسؤولا عن ذبح آلاف الأشخاص وأنا لا أريد أن أكون مسؤولا عن تدمير الاقتصاد التركي، وسأفعل ذلك”. وقرر ترمب نشر الرسالة لدعم موقفه ، وتأكيد أنه لم يمنح تركيا الضوء الأخضر لغزو سوريا. وكان عدد كبير من النواب قد انتقدوا قراره سحب القوات الأمريكية من منطقة الصراع بشدة. ويضيف ترمب في الرسالة “عملت جاهدا على حلّ بعض مشاكلك. لا تخذل العالم. يمكنك إبرام اتفاق عظيم”.