aren

الانتخابات الإيرانية وتأثيرها على علاقات طهران بالدول العربية و(إسرائيل) \\ كتابة : حسين إيبش
السبت - 19 - يونيو - 2021

التجدد – ترجمة خاصة (بيروت)

لدى جيران إيران في الشرق الأوسط الكثير من القضايا التي ستكون مُعلقة على نتيجة الانتخابات الرئاسية في طهران، لكن مفتاح تقليل التوترات في المنطقة لا يكمن في نتيجة هذا التصويت، ولكن فى موقف الفائز فيه من الولايات المتحدة. فلا أحد يتوقع حدوث أى تغيير جوهرى فى النظام الإيرانى، حيث إنه يمكن للناخبين الإيرانيين الاختيار فقط من بين قائمة قصيرة من المتنافسين والتي وافق عليها مجلس صيانة الدستور، وهي هيئة تفحص المرشحين للتأكد من ولائهم الأيديولوجي، كما أن كل المرشحين المحتمل فوزهم ، هم من المتشددين، حيث تم منع جميع المرشحين المعتدلين من الترشح.


إيرانيون يركبون دراجة نارية أمام ملصق انتخابي في العاصمة طهران ، في 29 مايو 2021


كما أن الرئيس الإيرانى له تأثير محدود على السياسة الخارجية التى يوجهها المرشد الأعلى على خامنئى، وغالبًا ما يملى الحرس الثورى الإيرانى شكل العلاقات مع جيران طهران. لكن هذا لا يعني أن الانتخابات لا جدوى لها، حيث سيكون للرئيس المقبل فرصة تنفيذ التوجيهات العريضة التي تأتي من خامنئي، وسيحدد هو ووزير خارجيته ، الطريقة التي تتفاعل بها إيران مع الدول الأخرى.

ولطالما كانت علاقات إيران مع معظم جيرانها متوترة، كما أنها دخلت في صراع منخفض الحدة خلال النصف الثانى من إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، لكن الحوار تطور خلال العام الماضى بين طهران وخصومها العرب الرئيسيين: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وإذا كان الرئيس المقبل يميل إلى تبني نفس الموقف، وفي حال أمره خامنئى بذلك، فإنه سيستخدم هذه المناقشات ، كمنصة يمكن من خلالها تحسين العلاقات.

ومن غير المرجح أن يكون السعوديون والإماراتيون ، متحمسين بشأن المرشح الأول للرئاسة، إبراهيم رئيسي، الذي يُنظر إليه أيضًا على أنه خليفة محتمل لخامنئي، فباعتباره رجل دين متشددا، تربطه علاقات قوية بالحرس الثوري الإيراني، فقد التزم رئيسي بشكل وثيق بموقف إيران العدائي تجاه جيرانها. ولكن يتوقع البعض أن وجود رئيس إيراني متشدد قد يجعل البلاد تجد أنه من الأسهل تقديم تنازلات للمنافسين الإقليميين، وحتى للولايات المتحدة، ولكن هذا سيعتمد على نتائج المفاوضات في فيينا.

فالرئيس المنتهية ولايته، حسن روحاني، حريص على أن يحدث ذلك قبل انتهاء ولايته رسميًا في آب\أغسطس المقبل، حتى يكون خليفته بعد ذلك قادرًا على تولي المنصب في جو جديد من الحوار مع الولايات المتحدة، مما سيكون له تأثير كبير على جوار طهران.

كما أن تحسين العلاقات الإيرانية- الأمريكية ، سيجلب أيضًا للرئيس المقبل بعض الفوائد الدبلوماسية، حيث إنه بعد شطبها من القائمة السوداء لواشنطن ، ستكون إيران قادرة على تطوير علاقات طبيعية مع جيرانها، حيث سيكون الأمر موضع ترحيب من الدول العربية التي حافظت على توازن دقيق بين إيران والولايات المتحدة، كما ستكون “قطر وعمان والعراق” ، قادرة على تعزيز علاقاتها مع طهران دون خوف من استعداء واشنطن، وسيتم تشجيع السعوديين والإماراتيين على تسريع عملية تطبيع العلاقات مع الإيرانيين.

وفي المقابل، فإن النظام في طهران قد يخفف من عدائه ويمنع الميليشيات التابعة له من مهاجمة أهداف أمريكية في العراق وشركائه اليمنيين، المتمردين الحوثيين، من إطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية.

ومع ذلك، فإن هناك عداء واحدا من المتوقع أن يستمر: عداء النظام الإيرانى تجاه إسرائيل، وهو مبدأ أساسي للجمهورية الإسلامية. وقد وجه الإسرائيليون بعض الضربات الرئيسية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك اغتيال كبير خبراء الأسلحة النووية في إيران وتعطيل منشآتها الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، ولكن إذا تحسنت العلاقات (الأمريكية- الإيرانية)، فإنه من المتوقع أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لوقف بعض ضرباتها على الأقل.

لكن تظل كل الرهانات متوقفة على نتيجة المحادثات في فيينا، حيث إنه في حال لم تنجح المفاوضات، فإن طهران ستستمر في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى من أي وقت مضى، مما يجبر إسرائيل على مواصلة أو حتى تكثيف هجماتها، ومن المحتمل أن تواصل السعودية والإمارات ، حوارهما مع إيران، لكن تطبيع العلاقات سيكون من الصعب تحقيقه دون دعم من واشنطن، كما أن زيادة الهجمات المناهضة لأمريكا من قبل الميليشيات المدعومة من طهران ، ستجعل الأمور محرجة للغاية بالنسبة للحكومة العراقية. فمن بغداد إلى الرياض ستراقب الحكومات في الشرق الأوسط عن كثب النتائج المعلنة من انتخابات الرئاسة في طهران، لكن آمالهم في الحد من التوترات فى المنطقة قد تعتمد على ما يحدث في فيينا.

https://www.bloomberg.com/opinion/articles/2021-06-17/arab-states-israel-have-a-stake-in-iran-s-election