aren

الاجتماع الرباعي : بحضور أطلسي عثماني …”بوتين” يعلن تحرير ادلب! \\ بقلم “د.فؤاد شربجي
الإثنين - 24 - فبراير - 2020

“أخيرا” ، قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، المشاركة باجتماع يضم الرئيس التركي (اردوغان) ، وقد طقت مرارة هذا الاخير ، وهو يسعى للاجتماع بـ”قيصر روسيا” ، ولم يفلح الا بعدما استعان بـ”جاهة ” أوروبية من (ماكرون وميركل) ، وتحدد موعد الاجتماع في الخامس من آذار \مارس ، وكل هم اردوغان ، ان يحصل على تحسين وضعه في “ادلب” ، فهل سيحصل على مايريد ؟ وكيف ستكون نتائج هذا الاجتماع ؟.

قبل كل شيء ، وقع اردوغان بخطأ فادح ، عند لجوئه الى (ماكرون وميركل)، لانه بذلك ، يكون قد رفع هويته الاطلسية في وجه الرئيس بوتين ، الذي لن ينسى له ذلك. الأمر الآخر ، ان بوتين بعد ان استنفذ كل المهل ، التي اعطاها لاردوغان ، لم يعد لديه من الوقت لمهل أخرى. ولايريد (الرئيس بوتين) ، ان تستمر الحرب في سورية ، أكثر من ذلك. أي انتهى وقت السماح لاردوغان بالمناورة والتلاعب.

اضافة لكل ذلك ، فان ماحققه الجيش العربي السوري بمساعدة الطيران الروسي من سيطرة على أكثر من (80%) من اراضي محافظة ادلب ، جعل أمر ادلب ، بكل تعقيداته ، قريبا من المعالجة النهائية ، ولا داعي للعودة الى الوراء ، ومن (الجنون) اعادة تشكيل المشكلة ، ومن ثم البحث عن حلها ، كما سيطلب اردوغان من الجيش السوري ، ان يعود الى ما قبل بدء العملية.

ولا يبقى ، الا القضية الانسانية ، التي ستركز عليها (ميركل مع ماكرون) ، وهذه لا خلاف عليها ، لان “سورية وروسيا” ، انتظرتا مماطلات اردوغان ، أكثر من سنة ونصف ، حفاظا على حياة المدنيين ، والآن كل الخطط موجودة وجاهزة ، لتحقيق الامان للمدنيين ، سواء عبر المعابر المفتوحة ، والتي يمكن زيادة عددها ، أو بادخال المساعدات ، وباجراء المصالحات ، وكذلك باعادة الخدمات.

طبعا، لايغيب عن بال الرئيس (بوتين) ، ان التحرك الاوروبي – التركي ، لتنسيق هذا الاجتماع ، يتم بالتنسيق مع “واشنطن”، وهو تحرك للأطلسي ، يريد ان يطبع وجود تنظيم (النصرة)، وينقله من خانة التنظيمات الارهابية الى خانة “الفصائل الثورية” ، وكما طرح جيمس جيفري (المبعوث الامريكي الخاص الى سوريا)،  يريدون من دمشق ، فتح الحوار مع هذا التنظيم الارهابي ، كما يطرح اردوغان ، تفكيك (النصرة)، واعادة تشكيلها ، تحت مسمى جديد ، ليتم اخراجها من التصنيف الدولي ، بانها “منظمة ارهابية” ، وبذلك يتم تأهيلها للمشاركة في مفاوضات الحل السياسي ، او يجري العمل على ان يكون لها الكلمة في “ادارة محلية”، يشرف عليها اردوغان ، بما يضمن (نفوذ ومصالح) تركيا.

فهل يظن” ماكرون وميركل”، بان الرئيس بوتين ، سيقبل بمثل هذه الطروحات؟ وهل بلغ باردوغان ، هذا الحد من “الجنون” ، ليتوهم ان بامكانه الحصول على مثل هذه الطلبات؟

بوتين ، الماهر في استخدام قوته في أوقات الأزمة ، هو أكثر مهارة في استثمار الانجازات في حالات الانتصار، لذلك فان الورقة (السورية – الروسية) ، التي ستطرح على طاولة الاجتماع الرباعي ، هي : بحث “مابعد” تحرير ادلب ، لان القرار الروسي السوري ، لا رجعة عنه ، ويقضي باستكمال تحرير كامل محافظة ادلب، وطرد، أو انهاء كامل التنظيمات الارهابية ، ولا بحث الا حول عودة (اللاجئين) ، وتأمين الذين اضطروا لمغادرة قراهم ، وبلداتهم ، وبيوتهم ، وهذا مايسكت الاوروبيين ، ويخرس “اردوغان والارهابيين”.

والسؤال ، الذي يجري تداوله ، هل سيطرح بوتين ، ضروروة اعادة تعريف “المسار السياسي” في ضوء انكشاف الطبيعة الارهابية ، لمعظم الفصائل ؟ وفي ضوء فضيحة الجوهر الارتزاقي لدى هذه المجموعات ، التي ترسل رجالها ، لتقاتل مع اردوغان في ليبيا كـ(مرتزقة). وهل سيستثمر الرئيس بوتين، انجازات الجيش العربي السوري في ادلب ، ليطرح ضرورة اقتناع العالم ، بان الدولة السورية ، استطاعت القضاء على معظم التنظيمات الارهابية في سورية ؟ وهذا مايصب في أمن واستقرار الدولة الغربية خاصة ، والعالم كله عامة؟

الاجتماع الرباعي ، يظنه اردوغان ، منقذا له ، وسيكون مدمرا لكل ارهابه …، لانه سيكون اجتماع اعلان الرئيس بوتين ، لتطهير كامل محافظة “ادلب” من الارهابيين.

تحديث :

تطور جديد يضيف الى خيبات اردوغان ، خيبة جديدة ، حيث أعلنت روسيا “مايعتبر تراجعا” عن المشاركة في القمة الرباعية ، وصرح وزير الخارجية الروسية “لافروف” ، ان روسيا لاتعمل على التحضير لقمة رباعية مع (فرنسا والمانيا وتركيا) . وصباح (اليوم) الثلاثاء ، اعترف اردوغان ان القمة (غير مؤكدة).

وفي المعلومات ، أنه جرى استبعاد الرئيس الفرنسي “ماكرون” ، وسيستعاض عن القمة الرباعية ، بـ”مباحثات ثنائية” ، أي أنه جرى تفكيك ماجمعه اردوغان للضغط على الرئيس بوتين.

واذا كان اجتماع القمة ، لم يعد مؤكدا ، فان استكمال العملية السورية لتحرير “ادلب”، وطرد الارهابيين منها ، واستعادة السيادة عليها ، بات أكثر تأكيدا ، وماكان سيعلنه الرئيس (بوتين) من انتصار ادلب في القمة ، سيتم اعلانه بطرق متعددة.