aren

سوريا في قلب حركة ديبلوماسية مكثفة: “الأمم المتحدة” تصر على استبدال (6) أسماء من حصة المجتمع المدني في قوام اللجنة الدستورية … وبيدرسون يطرح ملف “تبادل السجناء” لبناء الثقة
الخميس - 21 - فبراير - 2019

\خاص \ التجدد – مكتب (بيروت)

مع لقاء التحالف الدولي لمكافحة التنظيم الجهادي في “مؤتمر ميونخ للأمن”، و ” القمة حول الشرق الأوسط “، التي عقدت في بولندا- وارسو ، بحضور نائب الرئيس الأميركي (بنس)، ووزير الخارجية (بومبيو) ، والذي شاركت فيها 60 دولة ، من بينها دول عربية و(إسرائيل)… وليس انتهاء ب”قمة سوتشي” الثلاثية ، التي بدأت وانتهت يوم الخميس (14 شباط/فبراير 2019).

تجد “سوريا” نفسها في قلب حركة دبلوماسية مكثفة ، اذ يشبه الوضع ما ساد قبل الحرب العالمية الأولى ، أو الحرب العالمية الثانية، حيث كان لدينا معسكران، تحالفان ، فما يحصل (وحصل) في وارسو ، ليس مؤتمر سلام، بل يتعلق الأمر بتأسيس حلف ، وفي المقابل، كان من المهم جدا لروسيا ، أن تظهر للعالم ، أنها تقود أيضا معسكرها الخاص.

خلافا للتوقعات ، التي تحدثت عنها مسبقا،جاءت نتائج “قمة سوتشي” ضبابية، وأقرب الى (الفاشلة)، لجهة اتخاذ خطوات على الصعيدين الميداني والسياسي في “التسوية السورية” ، وهي ترجيحات عززتها اللهجة الروسية ، حول “ضرورة عملية عسكرية” في إدلب، لتقويض نفوذ “هيئة تحرير الشام \ جبهة النصرة – سابقا ”.

وفيما تحدث الرئيسان (بوتين وروحاني) بلغة قوية عن “ضرورة إنهاء الوجود الإرهابي في سوريا”، و”تسليم كل الأراضي السورية للسلطات الشرعية”، جدد إردوغان التأكيد على رفض شن عمل عسكري في إدلب، وقال إنه “لا يمكن تكرار سيناريو حلب”.

2019-02-14t161458z_779693278_rc1efa0bd410_rtrmadp_3_mideast-crisis-russia-turkey-iran

اردوغان – بوتين – روحاني

وفي حين بقي الملفان عالقين، بانتظار اجتماع رؤساء البلدان الثلاثة مجددا، في تركيا قريبا، برز توافق على صعيد “تأسيس اللجنة الدستورية، وضرورة إطلاق عملها في أسرع وقت”.

وضمن هذا السياق الديبلوماسي ، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي (لافروف) ، أن عملية تشكيل “اللجنة الدستورية السورية”،صارت في مراحلها الأخيرة، مشيدا ب”مؤتمر سوتشي” للتسوية السورية،ومقرراته.

وقال لافروف، خلال مؤتمر بمناسبة السنوية الأولى لرحيل المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة (فيتالي) تشوركين : ” استنادا لمقررات مؤتمر سوتشي تم الآن توفير كل الظروف اللازمة لبدء العملية السياسية، وتشكيل اللجنة الدستورية بمشاركة كل القوى السياسية السورية، صار في مراحله النهائية”.

وفي وقت سابق، أكدت الخارجية الروسية ، أن تشكيلة اللجنة الدستورية السورية “متفق عليها عمليا”، إلا أن الأمم المتحدة ، أصرت على استبدال بعض الأسماء في حصة المجتمع المدني في قوام اللجنة.

وكان كشف نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” ، أن الأمم المتحدة تصر على استبدال 6 مرشحين ، سجلت ‏أسماؤهم في القائمة الأصل‎.‎‏ من دون أن يسميهم.‏

وأوضح في تصريحات صحفية ، أن العمل مستمر مع الجهات المعنية من أجل إتمام تشكيل اللجنة الدستورية ، وأنه يجري ‏حاليا تنسيق أسماء المرشحين في القائمة الثالثة للجنة الدستورية ، والتي يفترض أن تضم ممثلين عن “المجتمع المدني”، ‏وأضاف: “نأمل أن تنتهي العملية في أسرع وقت ممكن‎”. وشدد بوغدانوف على أن تشكيل اللجنة “يتوقف في نهاية المطاف على التوافق بين النظام والمعارضة، ويجب أن يوافق ‏كلا الطرفين بهذا الشكل أو ذاك على جميع المرشحين الـ150 للجنة الدستورية‎”.

من ناحية أخرى ، كان صرح مبعوث الأمم المتحدة الجديد لسوريا، إنه يأمل في دعوة لجنة دستورية للاجتماع في جنيف “في أقرب وقت ممكن” ، دون ذكر إطار زمني محدد في أحدث محاولة لإنهاء الحرب السورية.

“المعلم” يلتقي “بيدرسون” في العاصمة السورية – دمشق 

فقد قال غير (بيدرسون) ، وهو رابع وسيط في الأزمة السورية بعد كوفي (عنان) والأخضر (الإبراهيمي) وستافان (دي ميستورا) ، إن لديه أفكارا أيضا بشأن كيفية بناء الثقة بين الجانبين ، الذين شاركا في تسع جولات سابقة ، لم تثمر عن شيء تقريبا.

وفي أول لقاء له مع مراسلي الأمم المتحدة في جنيف ، منذ أن خلف (دي ميستورا) في كانون الثاني\ يناير ، قال الدبلوماسي النرويجي: “أعتقد أنه من الواضح أن وظيفتي ستظل صعبة للغاية”. وأضاف “سوف أسعى لسد الفجوات الكبيرة جدا (…) آمل أن يتمكنوا في أقرب وقت ممكن من عقد اجتماع للجنة الدستور في جنيف”. وقال بيدرسون للصحفيين “أعتقد أننا وضعنا أيدينا على التحديات واتفقنا بشأن كيفية المضي قدما وأرى أن هذا مؤشرا إيجابيا جدا جدا”.

ولم يتمكن أسلاف بيدرسون من إطلاق مفاوضات لتسوية حقيقية ، في ظل تصلب الاطراف المشاركة في العملية بشروطها .

واتى تصريح المبعوث الأممي إلى سوريا ، بعد يوم من اجتماع ثلاثي عقد في سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير (بوتين) ونظيريه التركي رجب (أردوغان) والإيراني حسن (روحاني)، لمحاولة إعادة إطلاق عملية تسوية النزاع السوري، في وقت بات تنظيم “داعش – الدولة الإسلامية” الارهابي ، محاصرا ، ومع تحضير واشنطن لانسحابها العسكري من سوريا.

وذكر بيدرسون، أنه سيواصل جهود (دي ميستورا) ، لبدء محادثات بين الجانبين حول دستور جديد، ك“باب محتمل” لعملية سياسية أوسع نطاقا، ستشمل انتخابات برعاية الأمم المتحدة. غير أن سفير النرويج السابق لدى الأمم المتحدة ، شدد على أنه يجب أن يكون هناك جهود موازية ، لبناء ثقة بين الأطراف المتصارعة، مثل (تبادل السجناء).

وكان بيدرسون ، قد توجه إلى دمشق والرياض في الأسابيع الأخيرة ، للقاء ممثلين من الحكومة السورية و(المعارضة) في المنفى على التوالي ، كما زار كلا من (مصر ، تركيا ، وإيران).

واعترفت الأمم المتحدة في أواخر كانون أول\ ديسمبر ، بأنها أخفقت في تشكيل تلك اللجنة، مشيرة إلى مشاكل مرتبطة بتغييرات اقترحتها “دمشق” على قائمة الأسماء. في المقابل، أكد لافروف (الأربعاء) “نحن جاهزون للبحث عن حلّ لهذا الوضع (…) سنتابع العمل”.