aren

الأمريكيات البيضاوات صوتن لـ(ترمب)الابيض …خوفا من الهيجان الجنسي للرجل الاسود!
الأحد - 20 - ديسمبر - 2020

التجدد – مكتب واشنطن

صدر هذا الكتاب في الوقت المناسب، مع الانتخابات الرئاسية خلال الشهر الماضي، عندما فوجئ الناس، وحتى كثير من الجمهوريين، بأن الرئيس دونالد ترمب ، حصل على الآتي:

 أولا، ثمانين مليون صوت تقريبا (أقل من المرشح جو بايدن بستة ملايين صوت فقط).

ثانيا، أصوات عدد ليس قليلا من اللاتينيين (بل بعض السود، والآسيويين).

ثالثا، أصوات أكثر من نصف النساء البيضاوات.

ركز هذا الكتاب على (النساء البيضاوات)، وقال إن هناك تطورات تاريخية ، سبقت ترمب بقرون، لكن، جاء ترمب وقال ما لا يقال.

 هذه بعض فصول الكتاب:

أسباب خوف البيض. المطالبة بالعدل. المحافظة على النقاء العرقي. لا توجد مساواة اجتماعية. ماذا يريد الزنجي؟ السيادة البيضاء في خطر. ما لا يقال.

يبدأ الكتاب بما حدث في الستينيات، عندما أصدر مجلس نواب ولاية (ألاباما)، قرارا بمنع تدريس كتاب أطفال اسمه: «زواج الأرانب». وذلك لأنه عن زواج أرنب أسود من أرنبة بيضاء. وقال الكتاب: «لم يكن ذلك جديدا بالنظر إلى ماضي التفرقة العنصرية، خاصة في ولايات الجنوب. لم يكن أساس هذه التفرقة  اقتصاديا، أو سياسيا، أو دينيا، بل كان عن الزواج والحمل والإنجاب».

 تطورات تاريخية

 سرد الكتاب ، تفاصيل تطورات تاريخية عن هذا الموضوع:

في عام 1905، ناقش الكونغرس الفيدرالي (ليس فقط كونغرس ولاية جنوبية)، إصدار قانون يمنع زواج البيض والسود في واشنطن العاصمة.

في عام 1936، قاد الحزب الشيوعي الأمريكي (رغم حجمه الصغير جدا) حملة للمساواة بين الأعراق، ودعا إلى إلغاء قوانين منع الزواج بين الأعراق المختلفة.

في عام 1949، نشر كتاب عن الجنود السود الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية. وعن التفرقة العنصرية التي واجهوها. وعن، مثلا، منعهم من الاختلاط مع المتطوعات الممرضات البيضاوات.

هكذا، حتى عام 1967، عندما حسمت المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) الموضوع. وقالت إن منع الزواج بين الأعراق غير دستوري. كان ذلك عن قصة حب وزواج الأبيض (ريتشارد لافنغ) والسوداء (ميلدريد لافنغ)،عندما اعتقلتهما ولاية فرجينيا لأنهما خرقا قانون الولاية.

وقال الكتاب: «لأكثر من قرن، من الحرب الأهلية (1861-1865)، الى قرار المحكمة العليا (1967)، ارتبطت العلاقة بين البيض والسود، ليس فقط بالقوانين والقوانين المضادة، ولكن، أساسا، بالزواج والحمل والإنجاب. وهكذا، استمر الربط بين حقوق الزنوج المدنية وحقوق الزنوج الجنسية. لكن، تحت الغطاء، وبين السطور، وبلغات غير مكتوبة وغير منطوقة».

الماضي والحاضر

 قارن الكتاب بين الماضي والحاضر

 وقال إن الموضوع كان يناقش علنا في القرن التاسع عشر (قبل وبعد الحرب الأهلية). لكنه، في عصر دونالد ترمب، صار يناقش ضمنيا، وبين السطور.  بمعنى آخر، «تطور»الأمريكيون، و«تحضروا»، لكن فقط في العلن.

مثلا، في الحملة الانتخابية عام 2016، لم يتحدث ترمب أبدا عن أي علاقة عاطفية بين البيض والسود. لكنه لم يكن في حاجة لذلك. بينما في الحملة الانتخابية عام 1858، تناقش المرشح الجمهوري (أبراهام) لنكولن، والمرشح الديمقراطي ستيفن (دوغلاس)،عن الموضوع. (في ذلك الوقت، كان الديمقراطيون العنصريون يحكمون ولايات الجنوب، بينما كان الجمهوريون هم «الليبراليون»). أثناء النقاش، كانت الكلمة المفتاح هي «ميسيجانيشن»(تمازج الأعراق).

هذا ما كان عن السود. ثم جاء موضوع المهاجرين.

ومرة أخرى، أعاد التاريخ نفسه. ها هو الرئيس ترامب يصدر قانونا بعد قانون لتخفيض، بل ربما وقف، الهجرة إلى الولايات المتحدة. وليس فقط هجرات السود والمسلمين واللاتينيين.

في عام 1904، عندما ترشح، وفاز، الرئيس ثيودور (روزفلت)، كان النقاش عن «الطفل الأفضل»(الأبيض)، و«العائلة الأفضل»(البيضاء). وذلك في مواجهة المهاجرين الذين، عبر التاريخ، ينجبون أكثر من الوطنيين.

لحسن الحظ، لم يتحدث الرئيس ترمب عن «ستيريلايزيشن»(تعنى هنا تعقيم الشخص حتى لا ينجب). ولم يتحدث عن «سيليكتف بريدنغ»(الانجاب الاختياري، إنجاب «الطفل الأفضل»). لكن، في عهد الرئيس ثيودور روزفلت، كان ذلك موضوع مناقشات علنية في الحملات الانتخابية بهدف الحد من الهجرة. لم يعد ترمب إلى ذلك الماضي القديم، لكنه سار على دربه.

 البيضاوات والسود

 قال الكتاب إن الأمريكيات، بمختلف أعراقهن، لم يرحبن بترمب عندما ظهر على المسرح السياسي، وذلك بسبب سجله غير المشرف نحو النساء في مجالات: الزواج، والطلاق، والخيانة الزوجية، وشتم النساء، خاصة جنسيا. لكن، بعد أربع سنوات في البيت الأبيض، ها هن النساء البيضاوات، خاصة، يهرولن نحو ترمب.

ذهب الكتاب إلى المطبعة قبل ظهور نتائج الانتخابات الأخيرة. لكنه كان ركز على موضوعين لا يناقشهما البيض علنا:

الأول، الخوف من هز النظام الذي يسيطر عليه البيض عبر تاريخ الولايات المتحدة. ودفاع المرأة عن نفسها بأنها، طبيعيا، تفضل الاستقرار، حتى إذا كان يعني ذلك خللا في هذا النظام.

الثاني، الخوف من «الجنس الأسود»، سواء «فحولة»الرجل الأسود، وميله نحو مزيد من ممارسة الجنس، أو «خصوبة»المرأة السوداء، وميلها نحو مزيد من الأطفال.

قال الكتاب: «ظل الخوف من الجنس الأسود من اقوى أسلحة أنصار التفوق الأبيض. لم يكن الذين يعارضون المساواة الكاملة بين الأعراق مدفوعين فقط بالشعور بالتفوق، كما هو متوقع، ولكن، أيضا، بدافع الخوف الشديد من الجنس الأسود».

 البيضاوات وترمب

 في عام 2017، تظاهرت مئات الآلاف من النساء في واشنطن ومدن أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، واحتجوا على تنصيب رئيس متهم بالاعتداءات الجنسية، واحتقار النساء.

في ذلك الوقت، تحدث الناس عن «قوة تطهير في السياسة الأميركية، ستكون حافزًا لعصر جديد من تمكين المرأة»،وتحدث الناس عن «القوة الوردية». وفعلا، في عام 2018، انتخب عدد قياسي من النساء في الكونغرس في واشنطن، وفي مجالس الولايات التشريعية. وتحدث الناس عن بداية «الثورة الوردية».

لكن، لماذا فشلت الثورة قبل أن تبدأ؟ ولماذا هرولت النساء، خاصة البيضاوات، نحو ترمب؟

حسب استطلاعات الرأي في عام 2016 ، صوتت نصف النساء البيضاوات مع ترمب، والنصف الآخر مع هيلاري كلينتون. وحسب استطلاعات الرأي عند الخروج من أماكن التصويت ذلك العام، زادت نسبة البيضاوات المؤيدات لترمب إلى 55 في المائة.

قال الكتاب: «تستفيد النساء البيضاوات من الوضع الراهن. وسيدمر تغيير الوضع الراهن امتيازاتهن، رغم أن بعضها على حساب غير البيض».

 من بين هذه الامتيازات

أولا، الوضع المستقر (أفضل من الاهتزاز والتأرجح، خيرا أو شرا).

ثانيا، سند الرجل الأبيض القوى (رغم ظلمه التاريخي للمرأة).

وأخيرا، قال الكتاب: «بالنسبة للمرأة البيضاء، الرجل الأبيض، رغم ظلمه (مثلا، ترامب) هو الذي يحميها، ليس فقط ضد سيطرة الرجل الأسود، ولكن، أيضا، ضد هيجانه الجنسي».

 الكتاب:«الخوف الأبيض»

 الكاتبة: جين ديلي

 الناشر: بيسيك بوكز، نيويورك

 الصفحات: 368