aren

الأسد “يثمن” الدور الروسي في سوريا… و”يكشف” عن مصادفة بين معركتي (حلب وستالينغراد)
الإثنين - 5 - أكتوبر - 2020

التجدد الاخباري

لمناسبة مرور 5 أعوام على بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا ، اجرى الرئيس السوري “بشار الاسد” ، مقابلة ، مع قناة “زفيزدا” الروسية ، بثتها القناة ، يوم أمس \ الأحد.

قال الأسد :

“لا شك بأن للجيش الروسي خبرات متنوعة سواء إذا عدنا للحرب الوطنية العظمى والتي اكتسب فيها خبرات عسكرية بحرب كلاسيكية، بالإضافة إلى خبرات الشيشان وهي حرب غير تقليدية تشابه الحرب التي خضناها (الحرب السورية) من ناحية أنها كانت حرباً مدعومة من الخارج بهدف إضعاف روسيا، وبهدف ربما تقسيمها، وكان فيها مجموعات إرهابية تظهر بصور مختلفة بشكل خلايا نائمة”.

وأشار الرئيس الأسد ، لامتلاك الجيش السوري ، خبرات مختلفة ، اكتسبها من “الصراع مع الإرهاب في النصف الثاني من السبعينيات والذي استمر حتى بداية الثمانينات، كان أيضاً صراعاً مع المجموعات الإرهابية المتطرفة”.

واضاف الرئيس السوري: “لكن هذه الحرب (في سوريا) كانت أقرب إلى حرب الشيشان من حيث الدعم الخارجي ومن حيث إنهم يخوضون حرباً غير تقليدية، هي أقل من جيش ولكنها أكثر من خلايا نائمة، فلا شك بأن الدمج بين الخبرتين الروسية في تعاملكم مع الإرهاب والسورية كان مهماً جداً”.

وأشار الأسد إلى أن الخلايا الإرهابية قد طورت أساليبها في السنوات السابقة، وكان محاربتها بمثابة “دروس نتعلمها نحن وأنتم، أي الجيشين السوري والروسي، بالتعامل مع الإرهاب. فأستطيع أن أقول إنها كانت تجربة غنية جداً من الناحية العسكرية، وطالما أن الإرهاب لم يتوقف، يكون دائماً هناك دروس جديدة لأن كل معركة كنا نخوضها كانت تختلف عن الأخرى، لكن لا شك بأن جمع خبرتين وتجربتين كبيرتين كان له تأثير كبير خاصة بالنسبة لنا في سورية”.

وتحدث الرئيس السوري للقناة التلفزيونية (زفيزدا)، التابعة لوزارة الدفاع الروسية ، عن فترة ما بعد انتهاء المعارك في سوريا، وعن دور القواعد الروسية في الفترة القادمة ، مبينا أن العالم “يعيش في غابة دولية وليس في ظل قانون دولي، وسبب هذه الغابة أنه ولربع قرن من الزمن لم يكن هناك توازن دولي.. هذا التوازن الدولي بحاجة لدور روسيا، من الناحية السياسية في المنظمات الدولية ومن الناحية العسكرية، ومن الناحية العسكرية لا بد من وجود قواعد”.

وتحدث الأسد عن الفوائد ، التي تكتسبها سوريا من تواجد هذه القواعد ، قائلا: “أستطيع أن أقول إن أغلب دول العالم هي التي ستستفيد من هذا التوازن الدولي، بمعنى أن فائدة سورية ستكون غير مباشرة من خلال هذا التوازن الجديد. فإذاً علينا ألاَّ نضع الوجود الروسي فقط في إطار مكافحة الإرهاب، لأن الاتفاقية عمرها خمسة وأربعون عاماً، ولن يستمر الإرهاب خمسة وأربعين عاماً، ولكن هناك ما بعد الإرهاب وهو الدور الروسي الضروري للتوازن الدولي الذي يلعب فيه الوجود العسكري في مناطق مختلفة من العالم دوراً أساسياً”.

وأضاف الأسد: “طبعاً عندما يتخلى الغرب عن القوة العسكرية لخلق المشاكل في العالم ربما لا تكون روسيا بحاجة لمثل هذه القواعد، لكن الآن روسيا والعالم بحاجة لهذا التوازن”.

وتحدث الرئيس السوري عن معركة “مدينة حلب”، التي تعرضت لحصار استمر لـ(مدة عامين)، مشيرا إلى أن الحكومة عانت من عملية إيصال المؤن الغذائية إلى المدينة ، بسبب الحصار الكامل، وأنها عاشت لفترات بلا ماء أو كهربا، مبينا وجه الشبه بين الشعبين السوري والروسي في مدينتي “حلب” و”ستالينغراد” الروسية.

وأوضح الأسد: “عندما تتحدثين عن ستالينغراد، قبل أن تذكري الانتصارات العسكرية ، تذكرين صمود الشعب أولاً، أي أبناء ستالينغراد. لولا هذا الصمود لما كان للجيش الروسي أن يتمكن من البدء بهجوم كبير. الشيء نفسه حصل في سورية.. لولا صمود أهل حلب كان من غير الممكن للجيش أن يتمكن من التحضير لمعركة كبيرة”.

 وتحدث الرئيس السوري عن وجود مصادفة بين معركتي (حلب وستالينغراد)، وقال”للمصادفة، فإن المقارنة الأخرى هي أن الجيش في ستالينغراد انطلق غرباً حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي حلب أيضاً الجيش تحرك غرباً، واستمرار التحرير باتجاه إدلب لا بد أن يكون غرباً”.

وشدد الرئيس السوري على أهمية معركة حلب ، كونها و(دمشق) أكبر مدينتين في سوريا، وقال: “لا شك بأن معركة حلب بالنتائج الاستراتيجية هي معركة مهمة جداً بغض النظر عن المساحات أو حجم المقاتلين، بنتائجها كانت معركة فاصلة غيرت اتجاه الحرب في سورية”.

الأسد: الوضع في سوريا … كان “خطيرا جدا”

الرئيس الاسد ، لفت الى أن الوضع في سوريا “كان خطيرا جدا”، قبل بدء العمليات الروسية في سوريا عام 2015 : “أستطيع القول إنه كان خطيراً جداً، الإرهابيون كانوا يتقدمون في مناطق مختلفة في سوريا، ويحتلون المدن بدعم مباشر من الولايات المتحدة، من فرنسا، من بريطانيا، من قطر، من السعودية”.

وأضاف الأسد: “بالإضافة إلى الدعم غير المباشر من قبل الدول الغربية أو المجموعة الغربية بشكل عام. والوضع في سوريا، الذي وصفته بالخطير، كان هو محور نقاش بيننا وبين القيادة الروسية العسكرية والسياسية، وخاصة بعد مجيء “داعش” (المحظور في روسيا) في العام 2014 واحتلالها مناطق واسعة في البادية السورية”.

ونوه الأسد إلى أن دمشق ، كانت تأمل بتقديم مساعدات لعدة أسباب منها : “السبب الأول هو أن الموقع السياسي لسوريا موقع مهم وبالتالي أي خلل في هذه المنطقة سوف ينتشر في كل منطقة الشرق الأوسط، وينعكس إلى مناطق أخرى”، معتبرا أن الصراع على سوريا ، هو صراع تاريخي ليس بجديد ، نظرا لأهميتها الكبيرة.

واعتبر الأسد ، أن المنظمات الإرهابية التي تحاربها الحكومة السورية ، هو “الإرهاب نفسه الذي اختطف الأطفال في مدرسة بيسلان في عام 2004، ونفس الإرهاب الذي دخل إلى المسرح وقتل الأبرياء، فإذاً هو إرهاب عالمي، فمن مصلحة روسيا أولاً أن تضرب هذا الإرهاب في سورية، وثانياً أن تحافظ على هذا الاستقرار الذي ربما يؤثر في مصالح دول أخرى بما فيها مصلحة روسيا”.

وعن دور روسيا وايران في سوريا، قال الرئيس السوري ، ان روسيا وإيران ، تلعبان دورا مهما في عملية دعم المفاوضات ، ودفعها إلى الأمام : “لكي تحقق شيئا ولو جزئيا”، مبينا أن المفاوضات تأخذ “وقتا طويلا”.

وقال: “لنتحدث بصراحة.. عندما نتحدث عن طرف آخر نسميه (المعارضة) – وأنتم لديكم معارضة في بلدكم- فمن شروط المعارضة أن تكون وطنية، أن تكون خارجة من الشعب الروسي وأن تمثل جزءاً منه، ولكن أنت كمواطنة روسية عندما تعرفين أن هذه المعارضة أو هذا الشخص يرتبط بجهاز مخابرات أجنبي، فأنتِ لا تسمّينه معارضاً، لأن المعارضة مرتبطة بالوطنية”.

ونوه الأسد ، أن الحكومة السورية ، تدعم طرفا ، يعبر عن وجهة نظرها، لكن “طرف آخر تم اختياره من قبل تركيا، وهي ليست طرفاً سورياً. تركيا ومن يقف وراءها من الولايات المتحدة وغيرها ليس لديهم مصلحة الآن بالوصول إلى نتائج حقيقية في اللجنة، لأن الأشياء التي يطلبونها تؤدي إلى إضعاف الدولة وتفكيكها”.

وأكد الأسد ، أنه إذا أردنا فعلاً ، أن تصل هذه المفاوضات إلى نتائج، “لا بد من أن يعود كل الأشخاص لما يريده الشعب السوري بمختلف شرائحه وبمختلف انتماءاته السياسية. أنا أعتقد أن الجولات المقبلة ستظهر أكثر حقيقة هذه الأمور.. إذاً كان الحوار سورياً – سورياً ستنجح، وطالما أن هناك تدخل خارجي لا يمكن أن تنجح المفاوضات”.

وفي الذكرى السنوية الخامسة للمشاركة العسكرية الروسية في بلاده، وجه الرئيس السوري في ختام حديثه، رسالة شكر لعائلات المقاتلين الروس في سوريا، وقال:

“كما قلت في البداية الشعب الروسي فخور بما قام به جيشه في سوريا، لكن بكل تأكيد من حق هذه العائلات أن تكون أكثر فخراً من أي مواطن آخر بما حققه أبناؤهم من إنجازات كبيرة في سورية وحموا ليس فقط الشعب السوري وإنما حموا عائلاتهم ومواطنيهم الروس”.