aren

(الأخضر بن يوسف والشيوعي الأخير) … يرحل الى غابة لندنية
الأحد - 13 - يونيو - 2021

التجدد – بيروت

عن عمر ناهز الـ 87 عاما ، توفي في العاصمة البريطانية – لندن الشاعر العراقي “سعدي يوسف”، وذلك بعد معاناة مع مرض عضال أصابه خلال السنوات الأخيرة. وبحسب الموقع الرسمي للشاعر العراقي، فقد توفي يوسف، في منزله بقرية (هريفيلد) خارج لندن، وسيدفن في مقبرة (هاي جيت) شمالي العاصمة البريطانية

وولد يوسف في قرية أبي الخصيب بمحافظة البصرة عام 1934، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة البصرة ، وتخرج من كلية المعلمين في بغداد عام 1954 بدرجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الأدب العربي.

بدأ حياته المهنية كمدرس، ثم انتقل إلى الصحافة الأدبية، لكنه كان مكرسا حياته للكتابة. وتزوج من الممثلة (إقبال قدوم)، انضم يوسف إلى الحزب الشيوعي العراقي في شبابه واعتبر نفسه شيوعيا طوال حياته، وتم سجنه عام 1963 من قبل نظام حزب البعث الحاكم يومها . وتنقل يوسف بين دمشق وبيروت، ثم قبرص واليمن وتونس بعد مغادرة منظمة التحرير الفلسطينية ، لبنان، لينتقل بعدها إلى لندن عام 1999

أدبيا، نشر الراحل يوسف أكثر من 40 مجموعة شعرية، من أهمها قصائد مرئية صدرت عام 1969، ولأخضر بن يوسف وهمومه عام 1971 . كما نشر عشرات الأعمال النثرية من الخيال والنقد والمذكرات.

ويعتبر يوسف من أهم المترجمين إلى العربية ، وأكثرهم إنتاجا مع قائمة من الترجمات التي تزيد عن أربعين عملا ، تشمل شعر (والت) ويتمان، فيدريكو غارسيا-لوركا، يانيس ريتسوس، وقسطنطين كفافي، وغيرهم.

ونال يوسف جوائز دولية عدة في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس التي سُحبت فيما بعد، جائزة كفافي من الجمعية اليونانية، جائزة أركانا من بيت الشعراء المغربي، وجائزة الأدب العربي في مونتريال. كما شغل عضوية مجالس إدارة العديد من المؤسسات الثقافية العربية والدولية. ويعد سعدي يوسف ، أحد كبار الشعراء في العالم العربي خلال العقود الخمس الماضية ، وأحد أبرز الأصوات الشعرية في عالم الشعر من حيث التجربة الشعرية وغزارة الإنتاج.

ينتمي سعدي يوسف إلى موجة الشعراء العراقيين ، التي برزت في أواسط القرن الماضي، وجاءت مباشرة بعد جيل رواد ما عرف بالشعر الحر أو التفعيلة، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية من أمثال (نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي). كما أطلق البعض على هذا الجيل ، اسم “الجيل الضائع”، فقد عايش بعضهم جيل الرواد ، لكن منجزهم الحقيقي جاء في الخمسينيات، وضم هذا الجيل إلى جانب سعدي يوسف، الشعراء محمود البريكان ، ومظفر النواب ، وآخرين.

وبرحيل (سعدي يوسف) ، تكون الساحة الشعرية العربية ، قد فقدت أحد أبرز الأصوات ، التي ملأت الأجواء الشعرية ، تجديداً ، وصخباً ، وتمرداً.