aren

اضحك مع حكايات جحا الـ(سي آي أي) : “كلسون بن لادن … كشف مكان اختبائه” !!!
الإثنين - 2 - أغسطس - 2021

تبرئة لـ(آي أس آي) ودورها الدنيء في اغتيال (أسامة) … رواية من كعب دست المخابرات العربية بطبعتها الغربية ، أشبه بحكايات (جحا العربي) تحت عنوان : سر “حبل الغسيل” الذي شنق زعيم القاعدة

التجدد – (خاص ) مكتب بيروت

على طريقة عمل المخابرات وأجهزتها الخلبية في العالم العربي ، يمضي كتاب “صعود وسقوط أسامة بن لادن” ، المتوقع طرحه، هذه الأيام ، ليقدم (لنا ) وللقارىء الغربي على حد سواء ، رواية مفادها : انه رغم الحذر الذي احتاط به زعيم تنظيم القاعدة ، فقد قاد “حبل غسيل” إلى مكانه ، ليكون ذلك ، هو خيط المخابرات الأمريكية ، لقتله.

غلاف الكتاب

ووفقا لما نقلته صحيفة الـ”نيويورك بوست”، عن الكتاب المذكور، والمرتقب طرحه، يوم الثلاثاء، فقد لجأ (بن لادن) في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، إلى التواري عن الأنظار في الجبال الأفغانية وشمال باكستان ، هربًا من ملاحقة الأمريكيّين.

https://nypost.com/2021/07/31/how-osama-bin-laden-was-found-by-his-familys-hanging-laundry/

ولكن بحلول عام 2004، عندما بدأت أمريكا جهود إعمار (أفغانستان والعراق)، شعر بن لادن أنه لم يعد مطاردا بقوة، وطلب من حارسه الشخصي، إبراهيم (عبد الحميد)، بتشييد منزل كبير يكفي لأسرته، في مدينة “آبوت آباد” الباكستانية.

وبحسب الكتاب؛ شرع إبراهيم في العمل، وقام ببناء منزل ، بلغت تكلفته 50 ألف دولار، لكنه يحمل المواصفات التي طلبها زعيم تنظيم القاعدة الراحل، لينتقل مع أسرته في عام 2005، إلى آبوت آباد.

في المجمع في أبوت آباد \باكستان ، شاهد بن لادن أقراص ديفيدي على التلفزيون ولكن لم يكن لديه اتصال بالإنترنت أو الهاتف.

المنزل الرئيسي ، المكون من ثلاثة طوابق ، كان يحتوي على أربع غرف نوم في الطابق الأول ومثلها في الطابق الثاني، ولكل منها حمام خاص بها، أما الطابق العلوي فيتوفر على غرفة نوم واحدة، وحمام وشرفة خاصة ، يقطنها بن لادن. وأقام (إبراهيم وشقيقه)، وأسرتاهما في المنزل مع بن لادن، إلا أن الجميع سكنوا في ملحق تابع للمبنى الرئيسي.

حذر لـ6 سنوات

اتبع الأخوَان ، إجراءات أمنية صارمة للحفاظ على سرية المكان، كانا يستخدمان أكشاك الهاتف العامة في المدن الكبيرة لإجراء مكالمات مهمة، ونزع البطاريات من هواتفهما المحمولة حتى لا يمكن تعقبهما إلى قاعدتهما الرئيسية.

ونادرًا ما كان يغادر أفراد أسرة بن لادن المجمع، باستثناء “أمل”، التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد تحت اسم مستعار، وتظهر أوراق هوية مزورة ، وتتظاهر بالصمم لتجنب الأسئلة المحرجة.

لكن في عام 2010، حصلت وكالة المخابرات المركزية على معلومة أثارت اهتمامها، وهي رؤية رجل في مدينة “بيشاور” الباكستانية المزدحمة ، يعتقد أنه (إبراهيم)، الحارس الشخصي لبن لادن، منذ فترة طويلة.

وتمضي رواية “جحا” الغربي ، بالقول انه : في آب\ أغسطس 2010، تمكنت الأجهزة الأمنية من تتبع إبراهيم بسيارته البيضاء، حتى وصوله إلى “الحصن”، ذي الأسلاك الشائكة ، التي يبلغ ارتفاعها 18 قدمًا، لتبدأ عملية المراقبة ، وجمع الأدلة. كان المكان يؤوي زوجات بن لادن (الثلاث)، و(ثمانية) من أطفاله الصغار، وأربعة أحفاد، بما في ذلك أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين ، و3 أعوام.

نادرا ما غادرت أمل السادة الزوجة الثالثة لأسامة بن لادن المجمع باستثناء مرتين لتلد تحت اسم مستعار

خصوصية تثير الريبة

أثار عدم وجود أي خط هاتفي مرتبط بالمنزل، ولا حتى اشتراك بالإنترنت -رغم أنه كان يبدو كمنزل يعود لشخص ثري ، يمكنه الحصول على وسائل الراحة هذه- انتباه عملاء وكالة الاستخبارات المركزية.

كما لفت انتباه عملاء المخابرات ، احتواء المنزل على عدد قليل من النوافذ، كما كانت الشرفة العلوية محاطة بجدران مرتفعة من جميع الجوانب، والتي تبين لاحقا أنها الشرفة الشخصية لـ(بن لادن).هنا سأل مدير وكالة المخابرات المركزية – آنذاك- “ليون بانيتا”، موظفيه: “من يضع جدار الخصوصية حول فناء؟”.

أقامت الوكالة ، منزلاً آمنًا بالقرب من المجمع الغامض لدراسة “نمط حياة” من يعيش في المنزل؛ ومن بين الأمور التي أثارت اهتمام رجال الاستخبارات ، أنه في الوقت الذي كان الجيران يضعون نفاياتهم في جمع القمامة بانتظام، كان سكان المجمع ، يقومون بحرق جميع النفايات.

احتوى المجمع الذي تجاوزت مساحته 4000 متر مربع على مزرعة صغيرة لإنتاج التفاح والخضراوات والعنب والعسل ، وتؤوي الدجاج وحتى الأبقار، وهي منتجات كان يستهلكها سكان غير مرئيّين على ما يبدو.

الدليل “القاتل”

نحو لحظة اكتشاف البارود ، تمضي بنا هذه الرواية الفارغة ، وصولا الى ان ” الدليل الأخير ، الذي عزز شكوك عناصر المخابرات يكمن في (حبال الغسيل)، التي كانت تحمل ملابس ترفرف في الهواء، وكانت –  كما كشف مؤلف الكتاب ، بيتر بيرغن – “أكثر بشكل كبير مما قد يرتديه 11 فردا من أسر الحرس الشخصي”.

ووفقا لتقديرات أجراها عملاء وكالة الاستخبارات، بناء على محتويات حبال الغسيل، فقد كان هناك رجل بالغ، والعديد من النساء البالغات، وتسعة أطفال على الأقل، ما يتماشى مع نمط حياة بن لادن، وهو التحليل الذي كان مقنعا للإدارة الأمريكية، لدى وضعه مع الظروف الأخرى ، التي كشفت عنها مراقبة المنزل.

في مايو/أيار 2011، أمر الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، بإطلاق العملية التي ستكلف بن لادن حياته، ويقتل عن سن يناهز 54 عاما. وتعلق صحيفة الـ”نيويورك بوست” في ختام تقريرها ساخرة، بالقول : إن “مصير بن لادن كان من الممكن أن يكون مختلفا لو فكر بشراء مجفف للملابس لزوجاته”.

يأتي نشرهذا الكتاب مع اقتراب الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر ، التي استهدف “بن لادن” فيها الولايات المتحدة، عام 2011، ما أدى إلى مقتل 2977 شخص (على الأقل).

هيرش

خلاصة موجزة :

الكتاب مشغول وفق سيناريو ، مؤداه : ان مقتل “بن لادن” ، كان عملية أمنية امريكية خالصة ، جلبت للشعب الامريكي ، ثأرهم ممن قتل أولادهم في الحادي عشر من أيلول \سبتمبر.

شعار المخابرات الپاكستانية (آي أس آي)

هي تبرئة كاملة لأجهزة المخابرات الباكستانية ، وحرف للانظار عن خستها في كشف مخبأ “زعيم القاعدة” على أراضيها بعد منحه الأمن والأمان من قبل جنرالاتها ، في عملية وصفها المدير السابق لـ”سي آي أي” جون برينان لوكالة الصحافة الفرنسية – فرانس برس ، بأنها “الأكثر صعوبة وسرية والأفضل تخطيطا” في مسيرته المهنية.

وبفضل المشاركة (الخيانة) الباكستانية ، والمساهمة الأمنية التي قدمتها وكالة المخابرات الپاكستانية (آي أس آي)، ستقوم وحدة “نيفي سيلز”، احدى الفرق التابعة للقوات الخاصة الامريكية ، بتنفيذ عملية قتل “بن لادن”، يوم الأحد الموافق لـ(أول أيار/ مايو 2011).

نستند في تحليلنا هذا على الكتاب كبير الصحفيين الاستقصائيين في العالم ، وأشهرهم على الاطلاق “سيمور هيرش”، والذي يحمل عنوان : “قتل بن لادن والحرب على سوريا”، حيث منعت السلطات الامريكية ، اصدار هذا الكتاب أولا ، ولما لم تستطع من المنع نهائيا ، حالت دون نشره على اراضيها ، في تصرف مقزز من قبل أهم ديمقراطية في العالم.

وفيه يفضح “هيرش”، حجم الاكاذيب والاضاليل التي ساقها عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي أي” بعملية قتل (بن لادن) ، وأيضا الترهات التي تحشو فيها وسائل الاعلام الدعائية الامريكية ، رؤوس مواطنيها ، لتتناقلها لاحقا ، أجهزة أعلام الدول العربية بشكل ببغائي، ويحصل أنه عندما تمعن النظر فيها بعد طول تأمل ، تارة تتحسر بقلبك ، وتارة تضحك ملء شدقيك لمدى الاستخفاف الغربي والانحطاط العربي ، وكل هذا وذاك ، معنون بـ”قصف العقول”.

ملاحظة ختامية وأخيرة ، لعل من احدى أهم الادوات التي اعتمدتها الـ(سي آي أي)، لمنح هذه الرواية – وهي أصلا روايتها- قوة الحضور والاثبات لدى الاوساط السياسية والاكاديمية ، هو ان مؤلف الكتاب من الشخصيات المرموقة في مجالها المهني وبحثها المعرفي، مما يضفي على هذه الحكاية ، مسحة من الجدية وبعدا موثقا ، وهي بالنهاية (حتما) ليست كذلك .

بيتر بيرغن – هو أستاذ في جامعة ولاية (أريزونا)، ومحلل الأمن القومي لشبكة “سي إن إن”. وقد أدلى بشهادته أمام لجان الكونجرس ثماني عشرة مرة ، حول قضايا الأمن القومي ، وتقلد مناصب تدريس في جامعة (هارفارد) وجامعة (جونز هوبكنز).