aren

“اسرائيل” تتهدد الجميع بوقاحة . فهل يستفيق الغافلون ؟! \\ بقلم : د. فؤاد شربجي
الخميس - 11 - أبريل - 2019

a414173d7bd6fd6bfe565d57e631091c

فاز “نتنياهو” بالانتخابات ، وبدأ العمل – كما قال- لتشكيل حكومة أكثر يمينية وصهيونية ، فهل يراجع العرب أحوالهم ، استعدادا لما ينتظرهم من هذا الصهيوني العدواني ، الذي لا يخجل ، ولا يستحي؟!

بعد بدء المظاهرات في سورية عام 2011 ، وفي جلسة استماع للسفير الامريكي المعين جديدا في سورية (روبرت) فورد ، وبعد ان عمل لمدة شهرين في دمشق ، قال فورد أمام الكونغرس: “اننا نتعاون مع المعارضة في سورية ، ونسعى لتحقيق ثلاثة أهداف : اضعاق ايران – محاصرة حزب الله – انجاز سلام هادىء مع اسرائيل).

وكما هو واضح ، فان الاهداف التي حددها (فورد) أمام الكونغرس ، لم تتضمن أي مصلحة للشعب السوري، لاديمقراطية ولا من يحزنون ، بل كلها أهداف صهيونية اسرائيلية ، والكل يعرف ان اضعاف ايران ، ومحاصرة حزب الله ، هما غاية المنى الاسرائيلية ، وأما السلام الهادىء مع اسرائيل ، فقد ظن كل من قرأ هذه العبارة ، ان السلام سيكون هادئا بين (سورية) و (اسرائيل) ، ولكن كل ماتبين بعد ثماني سنوات من الازمة ، ان المقصود هو : (سلام هادىء بشكل مريح لاسرائيل). والهدف الاساسي ، هو تحقيق السلام والهدوء والراحة ، لاسرائيل فقط ، أما الشعب السوري ، فله رب يريحه !!!.

اليوم ، وبعد ان سلحت اسرائيل مباشرة او عبر الغرب الامريكي والاوروبي ، أو عبر الخليج التابع للتابع ، بعد ان سلح كل هؤلاء ، الحراك ، ليكون ارهابيا تكفيريا في اساسه ، ومعارضة سياسية تابعة في معظمها ، وبعد ان قام هذا الارهاب بالتدمير الواسع ، والقتل المجرم ، وبعد ان شكلت المعارضة التابعة ، المبرر لكل عدوان على سورية.

وصل الارهاب المسلح الى مقبرته مهزوما ، ولكن منجزا الدمار ، الذي كان سبب وجوده ، كما بلغت المعارضة ، مأوى العجزة ، لانها باتت عاجزة عن الاستمرار لانتفاء الحاجة اليها ، وبرزت اسرائيل محمولة على سياسات الادارة الامريكية واتباعها من الغرب و العرب. برزت في ظل ما حدث في سورية ، لتحقيق نقل السفارة الامريكية الى القدس ، واعتبار القدس (العاصمة الابدية لاسرائيل) ، وهو مايعتبر أكبر وقاحة في تاريخ الاعتداء على المقدسات المسيحية والاسلامية ، كما ان برزت اسرائيل في ظل ماحدث في سورية ، لتحقيق الاعتراف الامريكي بسيادتها على الجولان العربي السوري المحتل.

واستنادا لكل الضعف الذي يسود المنطقة ، بسبب ما أصاب سورية ، يعلن نتنياهو وحزبه ، ان حكومته القادمة ، سيكون أول أعمالها ، ضم الضفة الغربية الى اسرائيل.

فهل نفهم ويفهم العرب ، معنى ماقاله (فورد) في الكونغرس ، وهل من (سلام هادىء ومريح لاسرائيل ) أكثر مما تحققه ، نتيجة ماجرى في سورية ، من محاولات اضعاف قوة الدولة ، وهي القوة التي كانت ، وستعود لتكون جدار الصد ، أمام متابعة المسار الاسرائيلي لصهينة المنطقة ؟ هل اتضح لكل من ساهم في اضعاف سورية ، كم خدم اسرائيل ؟ وكم قدم لها من سلام هادىء ، ومريح ؟!!.

اليوم ، وبعد ان حقق السوريون انهاء سيطرة الارهابيين على معظم الاراضي السورية ، وبعد ان هزمت الدولة السورية ، مخططات التقسيم، والاسقاط ، وحافظت على المؤسسات في حالة فعالية – استمرت حتى الآن – وبعد كل هذه الانجازات ، يشعر السوريون بمخاطر متجددة ، تطال شمال شرق الفرات ، كجزء لا يتجزأ من السيادة السورية ، كما تطال (ادلب) ، كمحافظة يرتبط حبلها بالأم السورية ، ولا تبقى وتستمر الا عبر الدولة السورية ، هذه المخاطر ، اضافة الى الحرب الاقتصادية ، يضعها السوريون في اطار فهمهم التاريخي ، لمايجري من محاولات غربية امريكية ، لخلق نظام اقليمي ، تكون اسرائيل فيه الدولة العظمى. هذا النظام ، الذي سيشكل الخطر ، المهدد لسيادة ، وكرامة جميع شعوب المنطقة.

ان السوريين بحسهم التاريخي ، ومنذ بداية الحراك 2011 ، نبهت العالم الى ان مايستهدف سورية ، سيطالهم ، واليوم فان تركيا التي دربت ومررت الارهاب الى سورية ، الآن يجيء دورها ، وهكذا نراها تسارع الى موسكو لتحتمي بها ، كما ان استهداف ايران واضح ، واستهداف الخليج والسعودية ، يجري على قدم وساق ، والهدف ان تكون اسرائيل الدولة العظمى على الجميع ، فهل تفهم دوزل المنطقة مايصيبها ، وهل اقتنعت القوى السياسية السورية والعربية ، ان اسقاط سورية ، هو بداية اسقاط المنطقة ؟!

ثم يتساءل السوريون ، ألم يحن الوقت ليتراجع الجميع عن مطامعهم ، وليتحدوا حول هدف واضح ، وهو التصدي للمخططات ، التي تنصب “اسرائيل” على عرش المنطقة ؟!!.