(ترجمة خاصة)
التجدد – مكتب بيروت
فى نيسان\ إبريل الماضي، أعلنت ألمانيا أنها ستحظر رسميًا، أنشطة «حزب الله» الإرهابي، المدعوم من إيران، على أراضيها، وهو تطور تاريخى ، يُظهر أن بقية دول العالم قد باتت تنضم بشكل متزايد إلى جهود أمريكا لعزل هذا التنظيم العنيف ومكافحته، ونحن نحث بقية حلفائنا وشركائنا على أن يحذوا حذو (برلين).
وقد اعترفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، منذ البداية بأن “حزب الله”، هو الوكيل الإرهابي الأخطر والأكثر قدرة للنظام الإيراني، وعلى مدى سنوات، ظل عناصر التنظيم يجمعون المعلومات الاستخباراتية، ويخزنون الأسلحة، ويبنون مخابئ للمتفجرات، ويخططون لشن هجمات في أوروبا وآسيا وإفريقيا ، وأمريكا الجنوبية.
كما أن التنظيم له نشطاء أيضا هنا في الولايات المتحدة، وبين عامي ٢٠١٧- ٢٠١٩، ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على ٣ عناصر من “حزب الله” ، قاموا بمراقبة منشآت الجيش الأمريكي، ومرافق إنفاذ القانون، والبنية التحتية الحيوية في (نيويورك و بوسطن) و (واشنطن العاصمة)، وقد تمت، العام الماضي، إدانة أحد هؤلاء النشطاء وحُكِم عليه بالسجن لمدة ٤٠ عامًا، في حين أن الإجراءات القانونية ضد الآخرين ما زالت مستمرة.
ولا يقتصر التأثير الخبيث لـ”حزب الله” على الإرهاب فقط، ففي السنوات الأخيرة، عمل مقاتلو التنظيم بشكل وثيق مع “فيلق القدس الإيراني” لدعم حكومة بشار الأسد، وكذلك الميليشيات في العراق واليمن.
وصنفت الولايات المتحدة “حزب الله” كتنظيم إرهابي في عام ١٩٩٧، ولأكثر من ٢٠ عامًا، ظللنا نرفض التفريق الزائف بين جناحه “العسكري” وجناحه “السياسي” المزعوم، فنحن ندرك أن حزب الله ، هو تنظيم إرهابي، وذلك سواء بالنسبة لجذوره أو لفروعه.
ويعترف التنظيم نفسه بهذا الأمر، ففي تشرين أول\أكتوبر ٢٠١٢، أكد ذلك أحد كبار قادة “حزب الله” بوضوح تام، قائلًا : “ليس لدينا جناح عسكري وجناح سياسي، فكل عنصر من عناصر حزب الله هو في خدمة المقاومة، فالمقاومة هي الأولوية لدينا”.
ولكن للأسف، لطالما رأت الكثير من الدول الأخرى تهديد “حزب الله” بشكل مختلف، ففي عام ٢٠١٣، وبعد القصف الشديد الذي قام به الحزب في (بلغاريا)، صنف الاتحاد الأوروبي جناحه العسكري كتنظيم إرهابي، وهو ما كان تطورًا وموضع ترحيب، لكن ظل لدى الحزب القدرة على جمع الأموال، وتجنيد الأفراد، وإدارة شبكات في أوروبا، وذلك لأنه كان يتم وصف أنشطته بأنها تدعم عمله “الخيري”.
وقد كانت تلك الثغرة الفاصلة بمثابة استثناء مكن “حزب الله” من ممارسة أعماله، ومن أجل معالجة هذه الفجوة الحاسمة، شنت إدارة ترمب حملة دبلوماسية رفيعة المستوى على مدى السنوات الماضية ، للحث على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الحزب، وقد شجعنا شركاءنا على الاعتراف بالواقع وفرض عقوبات على”حزب الله” بأكمله، وقد باتوا يفعلون ذلك بالضبط.
فقد جاء حظر ألمانيا الأخير في أعقاب تصنيف المملكة المتحدة لـ”حزب الله” ، كتنظيم إرهابي العام الماضي، كما أضافته كوسوفو إلى قائمة المنظمات الإرهابية في ٢٠١٩.
وفي حزيران\يوليو الماضي، قام شركاؤنا في أمريكا الوسطى والجنوبية أيضًا ، بفرض عقوبات على “حزب الله”، حيث استضافت الأرجنتين والولايات المتحدة، ورشة عمل لمكافحة الإرهاب ، تزامنت مع الذكرى السنوية الـ٢٥ لهجوم الحزب على مركز الجالية اليهودية في “بوينس آيرس”، والذي أسفر عن مقتل ٨٥ شخصا ، وإصابة مئات آخرين، وفي هذا الاجتماع، أعلنت الأرجنتين الحزب ، تنظيمًا إرهابيًا، وتبعتها (باراغواي) في آب\ أغسطس الماضي، وفي كانون الثاني \يناير ٢٠٢٠، في ورشة العمل التالية لمكافحة الإرهاب، أعلنته “كولومبيا وهندوراس” أيضًا ، تنظيمًا إرهابيًا.
ويظهر هذا التطور الدرامي قوة القيادة الأمريكية، حيث بات الآن ٤ من أعضاء مجموعة الـ٧ الكبرى، وهم كندا وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يصنفون حزب الله ، كتنظيم إرهابي بشكل كامل، وفي الشرق الأوسط، قام كل من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية أيضًا بتصنيف الحزب على أنه جماعة إرهابية.
ولكن لا يزال هناك الكثير ، الذي يتعين القيام به، فهناك بعض الدول التي لم تعاقب الحزب على الإطلاق، وتدعو الولايات المتحدة ، الاتحاد الأوروبي إلى توسيع تصنيفه لحزب الله في عام ٢٠١٣ ليشمل كل أنشطته، كما ندعو الدول الأعضاء في الاتحاد إلى معاقبته بموجب قوانينهم الداخلية، واتخاذ إجراءات حاسمة لتقييد مساحة عمله، كما ندعو شركاءنا في نصف الكرة الغربي ، الذين لم يقوموا بتصنيفه كجماعة إرهابية بعد للقيام بذلك.
فقد حان الوقت العمل، إن العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني ، تشل قدرة طهران على تمويل وكلائها الإرهابيين، ويضطر حزب الله إلى الاعتماد أكثر فأكثر على شبكته العالمية من الممولين غير الشرعيين، وستستمر الولايات المتحدة في قيادة الجهود العالمية لمواجهة هذه الجماعة الخطيرة، ونحن بحاجة إلى الآخرين بجانبنا لاتخاذ خطوات حقيقية ، والقيام بدورهم.
منسق مكافحة الإرهاب فى وزارة الخارجية الأمريكية