aren

البرهان يسخر "الله" لتبرير فضيحته: استخرت قبل لقاء “نتنياهو” … ولم أشعر بالرهبة عند مصافحته … وتناولنا الطعام معا
السبت - 8 - فبراير - 2020

(خاص)

التجدد الاخباري – مكتب واشنطن

كشف رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان عن تفاصيل عن اللقاء الذي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين الماضي.

وقال البرهان في حوار مع موقع “تاسيتي نيوز” السوداني: “لقد استخرت الله قبل السفر بفترة، أدعو الله في كل صلاة: (اللهم إن كان لنا في هذا الأمر خير يسره لنا.. وإن لم يكن فيه خير أصرفه عنا).

ودافع عن خطوته قائلًا: “إنها ستحمل الخير للسودان”، مجيبًا عن سؤال بهذا الصدد: “إن شاء الله… إن شاء الله… وكل همنا مصلحة السودان. نحن شايفين غيرنا، وحتى أصحاب القضية مستفيدين”.

وحول ما إذا كان قد شعر برهبة عند مصافحة نتنياهو، أجاب: “لا. كنت عاديا جدا… صافحته. ثم بدأنا الحديث”.

وبخصوص ما إذا كانا قد أكلا معًا، رد: “طبعا أكلنا سويا، على شرف دعوة من الرئيس الأوغندي، الطعام كان (بوفيه مفتوح)… كل واحد (شال) أكله على صحن بس جلسنا معا، أثناء الطعام”.

index

ما وراء هرولة (البرهان) نحو (نتنياهو) ..؟! 

“واشنطن”، العراب الحقيقي للقاء “البرهان نتنياهو” – ليس الله كما قال البرهان – وعلى خلفية ما حصل في أوغندا ، وجهت فورا ، دعوة الى البرهان  بشخص وزير خارجيتها (مايك) بومبيو ، لزيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق من العام، ستكون بمثابة “المفتاح” ، لجني ثمار هرولة “البرهان” باتجاه “نتنياهو”.

الداعمون للقاء “البرهان نتيناهو” ، يرون فيه فوائد جمة قد يجنيها (السودان) في حال نجح بتطبيع علاقاته مع الولايات المتحدة، أبرزها فك عزلته الخارجية وتخفيف أزمته الاقتصادية، التي ظل يعاني منها على مدار عقود في عهد الرئيس (عمر البشير)، اضافة الى امكانية “رفع التمثيل الدبلوماسي وحث واشنطن مختلف الدول على مساندة السودان”. عدا عن ان هذه الزيارة – ان تمت- ستكون في سبيل تحسين صورة (البرهان) أمام المجتمعين الإقليمي والدولي ، بل حتى في الداخل السوداني.

فيمايرى مراقبون ومتابعون للشأن السوداني، أن التطبيع على الأغلب-إن حدث- سيكون عبر (إسرائيل)، وكان الشق “المدني” من الحكومة السودانية الانتقالية، التي تكونت بعد الإطاحة بالبشير، كان قد انتقد لقاء البرهان مع نتنياهو، وقال البرهان إن سبب الاستياء “ليس اللقاء في حد ذاته، وإنما عدم إبلاغهم به مسبقا” ، بينما كان اللافت أن الشق “العسكري” من الحكومة الانتقالية ، أبدى تأييده القوي للقاء (البرهان نتنياهو)…! ، وهو ما اعتبرته “مصادر خاصة” للتجدد الاخباري ، (انه دليل واضح على أن لدى العسكر أجندة خفية، وليس الحفاظ على الأمن القومي السوداني، كما يقول البرهان).

أما الرافضون لجريمة البرهان بحق (السودان وشعبه)، فانهم يرون في ما وراء لقاء (البرهان نتنياهو) الحميمي ، هدف يسعى من خلاله رئيس مجلس السيادة في السودان ، للبحث عن سند أمريكي للاستمرار في الحكم، بشكل يضمن عدم مساءلته دوليا عن مشاركته الشخصية في جرائم الحرب في د”ارفور” ، وفي جريمة فض اعتصام القيادة العامة – وسط العاصمة الخرطوم ، والتي راح ضحيتها العشرات بين (قتيل وجريح).

حيث يرجح الكثيرون ، بأن تعيد خطوة البرهان الخطيرة ، الزخم للثورة السودانية ، المحمية بالشارع، ومن المتوقع خروج تظاهرات مليونية تدافه عن تاريخ البلاد وانتمائها الحقيقي ، وللتنديد بتصرفات (العسكريين) ، المتجاوزة للشق (المدني) بالحكومة الانتقالية.

بالمقابل، فانه لا يستبعد مراقبون ، بأن تشمل زيارة البرهان إلى واشنطن، لقاء الرئيس الأمريكي دونالد (ترمب)، وأن هذا اللقاء سيكون بمثابة مكسب سياسي للبرهان، كما يخدم ترمب في الانتخابات الرئاسية القادمة. ومن المعروف أن وضع السودان في قائمة الإرهاب ، يعيق حصوله على المساعدات والقروض من المؤسسات الدولية، كما يعيق الاستثمار في السودان بسبب مخاوف الدول والشركات من التعرض لعقوبات أمريكية. وتفرض واشنطن عقوبات على السودان منذ تسعينيات القرن الماضي، رفع معظمها في عهد (ترمب وأوباما)، لكن اسم السودان ، لا يزال باقيا في قائمة الإرهاب.

وبخصوص شطب السودان من قائمة الارهاب ، فان العديد من الجهات المتابعة ، ترى ان ذلك سيكون مرتبطا بشروط أساسية ، منها : (ضمان وجود حكومة سودانية موالية لحلف واشنطن “الخليجي” بالمنطقة ، ماقد يفتح الباب أمام السودان ، لتلقي مزيد من الدعم من (السعودية والإمارات)، اللتين تعهدتا بتوفير ملايين الدولارات للسودان بعد إطاحة نظام البشير، لم يقدما منها سوى جزء يسير – حتى الآن.

يبقى التساؤل قائما وبقوة، عن احتمالية أن يكون الطريق لتطبيع العلاقات مع الأمريكيين ، معبدا، خصوصا لجهة أنه لم يتم تحديد موعد قاطع لزيارة البرهان الى واشنطن ، وأيضا ربط إعادة السودان إلى الهجرة العشوائية (اللوتري) بتحسين وضعه الأمني، وهما مؤشران واضحان على أن قائمة المطالب الأمريكية ، لن تكون قاصرة (فقط) على تحسين العلاقات مع “إسرائيل”.

والمعروف أن السودان يعاني داخليا من صراعات مسلحة وأزمات اقتصادية مستفحلة، كانت السبب في اندلاع الاحتجاجات الشعبية ، التي أطاحت البشير، ولتفاديها سعت شخصيات بالنظام السابق إلى التواصل مع (إسرائيل) ، منهم : مدير جهاز الأمن السابق (صلاح قوش)، لتسهيل عملية التطبيع مع واشنطن. ولا تزال تلك الأزمات قائمة ، حتى الآن ، رغم ازاحة نظام البشير ، منذ ما يقارب العام. كما أن السودان يعاني على الصعيد الخارجي، فهو جار لعدة دول تعاني من اضطرابات أمنية وسياسية.

وقد تكونت الحكومة الانتقالية في السودان (مناصفة) بين العسكر والمدنيين ، إثر نقاش طويل وخلافات بين الطرفين لا تزال بقاياها ماثلة، ومن بينها عدم التوافق على تشكيل المجلس التشريعي ، وتعيين حكام للولايات، لغاية الآن. كما أن تلك الخلافات تجسدت بشكل واضح بعد اللقاء الأخير بين البرهان ونتنياهو.