aren

اجتماع “عراقي سوري تركي” مشترك لتقاسم ضرر الشح المائي
الخميس - 12 - أغسطس - 2021

التجدد الاخباري

أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية (الثلاثاء)، أن الايرادات المائية لنهري دجلة والفرات وصلت في العام الحالي إلى أقل من 50%، مشيرة إلى اجتماع ثلاثي مشترك بين “العراق وسورية وتركيا” بشأن الحصص المائية.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المتحدث باسم الوزارة علي راضي ، قوله إنّ “السنة المائية تحتسب في حسابات الوزارة من أول أكتوبر ولمدة عام، حيث إن هناك موسمين أحدهما صيفي والآخر شتوي”، مبيناً أن “السنة الحالية تعتبر شحيحة، وإيرادات نهري دجلة والفرات انخفضت في الفترات السابقة إلى أقل من 50%، إضافة إلى إيرادات سدي دوكان ودربندخان، كذلك انخفضت معدلات نهر سيروان في ديالى بشكل كبير بسبب التغيرات المناخية التي تعصف بالعالم”.

ولفت راضي إلى أن “هناك أسباباً أخرى أدت إلى خفض مناسيب المياه في العراق مثل التوسع في إنشاء السدود بدول المنبع ودول الأعالي والتوسع بالمشاريع الاروائية التي تؤثر كثير على الإيرادات المائية خصوصا في دول المصب”، موضحاً أن “الخزين المائي للعراق جيد جداً، وتمت الاستفادة من الإيرادات التي تحققت عام 2019”.

وأشار إلى أن “الوزارة تحاول الحفاظ على ديمومة هذا الخزين المائي من خلال منع التجاوزات والمحافظة على نوعية المياه وعدم تلويثها ،وبالتالي ضمان وصول المياه إلى المحافظات كماً ونوعاً”.

وبشأن المفاوضات مع الجانبين التركي والسوري، أكد المتحدث أن “المفاوضات مستمرة مع الجانب التركي، حيث زار وفد فني عراقي عال المستوى تركيا واطلع على المنشآت والخزانات وسد اليسو، إضافة إلى بحث العديد من الملفات كالاطلاقات المائية في دجلة والفرات والبروتوكول المشترك بين العراق وتركيا بما يتعلق بحصة العراق في نهر دجلة”.

وبين راضي أنه “تمت أيضا مناقشة إنشاء مركز البحث بين العراق وتركيا إضافة إلى موضوع تقاسم الضرر في موضوع الشح المائي”، لافتاً إلى أن “هناك تواصلاً مع الجانب السوري في أكثر من لقاء فضلاً عن اتصالات عبر الاجتماعات الافتراضية من أجل التنسيق وتوحيد الجهود حول الحصص المائية”.

ولفت المتحدث إلى “التهيئة لعقد اجتماع ثلاثي مشترك بين العراق وسورية تركيا من أجل توحيد الرؤى والتنسيق في موضوع الملفات الرئيسية ،وما يتعلق بحصة العراق المائية والاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات وموضوع تقاسم ضرر الشح المائي”.

وشكل شح المياه في دجلة خلال الأعوام القليلة الماضية صداعا لصناع القرار السياسي في العراق بعد دخول سلسلة سدود تركية الخدمة ضمن ما يعرف بمشروع “غاب”، حيث تأثرت بشدة معدلات تدفق المياه في النهر الذي ينبع من جنوب شرق الأناضول، ويصب في شط العرب،المرتبط بالخليج العربي.

وتقول مصادر سياسية ، إنّ تركيا لم تبد القدر اللاّزم من التفهم لحقيقة أن أي نقص في هذه الإمدادات ، سينعكس بشكل سلبي مباشر على العراق ولاسيما مدنه الجنوبية، مؤكّدة عدم امتلاك بغداد لأي ضمانات واضحة بشأن توقيع تركيا على البروتوكول في ظل تعمّد أنقرة الإبقاء على الغموض بشأن رؤيتها لملف المياه.

وتنص الاتفاقية بين (سوريا وتركيا)، الموقعة عام 1987 على ألا يقل الوارد المائي في نهر الفرات من تركيا إلى سورية عن 500 متر مكعب في الثانية لتشغيل عنفات الكهرباء في سد الفرات، إلا أن تركيا خفضت ذلك الوارد إلى نحو 200 متر مكعب.

وأطلق انخفاض منسوب نهر الفرات ، صفارات الإنذار بشأن كارثة مائية وشيكة في العراق كان قد تواتر التحذير منها خلال السنوات الماضية بسبب وجود توجّه تركي نحو مضاعفة استغلال مياه نهري دجلة والفرات في مشاريع زراعية وصناعية ضخمة، فضلا عن تحذيرات من لجوء أنقرة إلى استخدام المياه كورقة مساومة على ملفات أمنية وسياسية متعلّقة بمطامعها في الأراضي السورية والعراقية.

ويعتمد العراق في تأمين المياه بشكل أساسي على نهري دجلة والفرات، وروافدهما التي تنبع جميعها من تركيا وإيران وتلتقي قرب مدينة البصرة جنوبي العراق لتشكل شط العرب الذي يصب في الخليج.

ويعاني العراق منذ سنوات من انخفاض متواصل في الإيرادات المائية عبر دجلة والفرات بينما يربط خبراء عراقيون الظاهرة بمضاعفة تركيا لاستغلالها لمياه النهرين عبر مشاريع مائية ضخمة ، أقامتها بالخصوص على نهر دجلة.