aren

”للأسف تركيا ليست جاهزة”: “إسطنبول” خائفة من زلزال قوي يتوقعه الخبراء ويرجحون حدوثه
السبت - 17 - أغسطس - 2019

التجدد +(أ ف ب)

اسطنبول

ابنية قديمة في حي غازي عثمان باشا بإسطنبول (5 آب 2019، أ ف ب).

بعد عشرين عاما على زلزال عنيف اجتاح شمال (غرب تركيا)، تعيش اسطنبول أغنى مدن البلاد ، وأكثرها اكتظاظا بالسكان ، هاجس هزة أرضية كبيرة جديدة ، يتوقعها الخبراء، ويعتبرون أن المدينة ، البالغ عدد سكانها (16 مليون) نسمة ، غير جاهزة لها.

وتحيي تركيا ، اليوم السبت ، الذكرى العشرين لزلزال ، بلغت قوته 7,4 درجات على مقياس ريختر في 17 آب 1999 في “إزميد”،على بعد (مئة كيلومتر) شرق اسطنبول، أسفر عن سقوط (17400 قتيل)، بينهم نحو ألف في عاصمة البلاد الاقتصادية.

وبالنسبة الى علماء الزلازل، السؤال المطروح الآن ، لا يتعلق باحتمال أن يضرب زلزال مماثل اسطنبول من عدمه، بل في معرفة متى ستحصل هذه الهزة، خصوصا أن المدينة واقعة في جوار الصدع (شمال الأناضول)، الذي وقع عليه زلزال 1999.

ويتساءل خبراء الزلازل ، انه اذا ما شهدت المدينة ، زلزالا كبيرا خلال العقد المقبل، ربما ستصل قوته إلى 7,7 درجات، فهل اسطنبول ، جاهزة له؟ ويقولون : ” للأسف، لا”.

وعرفت اسطنبول ، الكثير من الزلازل في تاريخها ، ففي 1509، اجتاح زلزال المدينة ، وكان قويا جدا، بحيث سماه العثمانيون “القيامة الصغرى”. وتشهد تركيا ، الواقعة في منطقة نشاط زلزالي كبير، هزات منتظمة ، إلا أن زلزال عام 1999 الذي ضرب قلب البلاد الصناعي، أثار صدمة كبيرة. واستحدثت بعده ، وكالة لإدارة حالات الطوارئ، وبنيت مستشفيات مقاومة للزلازل، واعتمدت آليات تقطع في شكل آلي شبكات التغذية بالغاز.

لكن الخبراء ، يعتبرون أن المشكلة الرئيسية في اسطنبول ، تتمثل في عشرات آلاف الأبنية ، التي بنيت من دون ترخيص ، أو إشراف خلال التوسع الفوضوي للمدينة في العقود الأخيرة، وقد انهارت الكثير من هذه الأبنية ، التي بنيت أحيانا ، باسمنت ممزوج برمل البحر في زلزال عام 1999.

اكرم اوغلو

اكرم اوغلو

وتعهد رئيس بلدية اسطنبول الجديد،(أكرم) إمام أوغلو ، وضع خطة لمواجهة خطر وقوع زلازل، واعدا خصوصا باستحداث المزيد من المساحات الخضراء ،لاستقبال الناجين.

وينبه رجب (سالجي)، رئيس جمعية المسعفين (اكوت) ، الذي شارك في عمليات الانقاذ بعد زلزال 1999، الى أنه في حال عدم “تسريع الاستعدادات، فإن اسطنبول ستغرق في فوضى فعلية” عند وقوع زلزال قوي. ويقول: “لا يمكننا أن نحول دون وقوع زلزال. لكن يمكننا أن نخفف عواقبه كثيرا”، داعيا إلى الاستفادة من خبرة اليابان والتشيلي، وهما بلدان تضربهما الزلازل بانتظام، واتخاذ اجراءات جذرية لتخفيف تأثيرها.

ويرجح الخبراء ، كما العديد من المهندسين المختصين ، ان مدينة (اسطنبول) ، ستكون وفق وضعها الرهان، بحاجة إلى “15 إلى 20 عاما” ، حتى تكون جاهزة ، لامتصاص آثار ، وتداعيات هكذا زلزال قوي (قد يضربها).