
سؤال طفلة في التاسعة من عمرها ، نقلته أمها الصحفية الكندية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ليكون آخر سؤال في مؤتمره الصحفي بجنيف ، وذلك بعد القمة التي عقدها مع الرئيس الامريكي جو بايدن. وقد وجده بوتين أهم سؤال.
فقد سألت الطفلة ، أمها وهي تستعد للذهاب الى المؤتمر الصحفي : (ماما … لماذا هذه القمة مهمة ؟) ، بدورها نقلته الام كسؤال لبوتين ، جعله يشرق أكثر ، وينطلق بالاجابة أكثر .
بوتين في اجابته ، التي عكست ثقته في سياسة بلاده ، قال : هذه قمة مهمة لان علينا (روسيا – أمريكا) أن نتعاون من أجل حياة انسانية أكثر أمنا واستقرار. علينا التعاون كي تشبع الشعوب ولا تجوع . كي تأمن على حياتها ولا تخاف . كي تعيش في بيئة صحية لا ان تعيش مع الامراض والآفات . كي تحيا في مناخ طبيعي لا تتنفس فيه الغازات السامة . كي تنعم بكرامتها ولا تخضع لأحد . كي تستثمر ثرواتها بنفسها لا ان تسرق مواردها منها . كي يتاح لها كل شروط الابداع لا ان تقمع بالفقر والعوز. كي تستطيع الانتاج وتحقيق الوفرة ، بدلا من ان تحتاج لمساعدة من الآخرين . كي تشعر بحريتها وتمارسها ، لا ان تعيش القمع والخضوع . كي تمارس سيادتها على بلاده لا ان يكون مسيطر عليها من قوى أخرى خارجية . كي تنمي روحها بمعتقدات انسانية لا تسمح للتعصب أو التطرف بتعكير حاضرها ، ومستقبلها .
وتوجه بوتين للأم ، أخبري طفلتك أن هذه القمة مهمة ، ان نتج عنها مايرسخ الحياة الكريمة المتعاونة ضمن عائلة الانسانية.
قمة “بوتين – بايدن” في جنيف ، كما أعلن الطرفان ، أطلقت (حوارا شاملا لتحقيق الاستقرار الاستراتيجي). أي اننا مازلنا في البداية. صحيح الامر (ايجابي) – كما قال بايدن – وصحيح أيضا ان القمة (بناءة) – كما وصفها بوتين – ولكن الطرفان مختلفان بعمق ، ايديولوجيا كل منهما تناقض ايديولوجيا الآخر ، ولكن التسويات تحصل بين الاعداء ، المتناقضين أساسا.
بالنتيجة : “بايدن” قال بعد القمة (لقد فعلت ماجئت لفعله) ، فهل كان فعله لمصلحة بلاده والانسانية ، وهل قائمة الـ(16) كيان من البنية التحتية ، التي اذا استهدفت سيكون رد أمريكا عليها قويا ، هو ماجاء لفعله ؟
“بوتين”، أفصح انه وجد في بايدن ، رئيسا خبيرا بالسياسة ، ويؤمن بالدبلوماسية حقا ، لكنه أردف ، قائلا : ” لا يمكن أن يكون هناك أي نوع من ثقة العائلة ، لكنني أعتقد اننا رأينا بعض الومضات”.
هكذا ، فان الجواب على سؤال الطفلة برأيي ، هو : ( رأينا بعض الومضات)!