التجدد – مكتب اسطنبول
مصادر عسكرية روسية : أنظمة الدفاع الجوي الأرمينية، أسقطت طائرتي هليكوبتر عسكريتين أذربيجانيتين
مصادر استخباراية غربية لـ”موقع التجدد” : تركيا تقدم نفسها كـ(قائد إقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا)،وجزئيًا (لمنطقة البلقان والقوقاز)”
هزيمة أولاد عم “أردوغان”
ونقل موقع “آفيا برو”، الروسي المتخصص في الشؤون العسكرية، عن وزارة الدفاع الأرمينية، قولها إنه تم تدمير طائرتي هليكوبتر عسكريتين أذربيجانيتين ، انتهكتا حدود البلاد.
وأشار الموقع الروسي إلى أن يكون ما يصل إلى 20 جنديًا من القوات المسلحة الأذربيجانية على متن الطائرات العسكرية ذات الأجنحة الدوارة ، وكان هدفهم هو الهبوط في “ناجورنو كاراباخ” من أجل بدء عملية عسكرية أخرى في هذه المنطقة.

وكانت وزارة الدفاع الأرمينية، قد أعلنت أذربيجان، شنت هجومًا باستخدام الصواريخ والمروحيات والطائرات بدون طيار، ولكن بسبب وجود القوات المسلحة الأرمينية في حالة الاستعداد القتالي الكامل، تم صد الهجوم.
وقال وزارة الدفاع الأرمينية ، إن العدو شن هجوماً جوياً وصاروخياً باتجاه “ناجورنو كاراباخ”. محملة القيادة العسكرية والسياسية لأذربيجان المسؤولية عن الهجوم. وقام الجانب الأرميني بإسقاط طائرتين مروحيتين وثلاث طائرات مسيرة معادية. وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأرمينية ، شوشان ستيبانيان”المعارك مستمرة “.
من المعروف ، أن هجوم الجيش الأذربيجاني ، كان غير متوقع، ومع ذلك، في الوقت الحالي، تستمر الاشتباكات بين البلدين باستخدام الاسلحة الثقيلة والطائرات العسكرية بعد فشل الوسائل الدبلوماسية في إنهاء النزاع بين الطرفين، حيث تحتل أرمينيا 20%من مساحة أذربيجان ، منها : اقيلم “ناجورنو كاراباخ”.
وكانت أذربيجان، قد استخدمت بالفعل صواريخ طائرات بدون طيار ، لشن ضربات على أراضي أرمينيا، بينما لا تستطيع القوات المسلحة الأذربيجانية اليوم ، استخدام الطيران القتالي ، نظرًا لحقيقة أن أرمينيا لديها نظام دفاع جوي متطور، وأنظمة الدفاع الجوي الأكثر فاعلية ، هي أنظمة S-300، وعلى الرغم من أن (باكو) لا تعلق على المناطق التي تم تدميرها من أسلحة الدفاع الجوي، إلا أن هناك احتمالًا بأن هذا قد ينطبق أيضًا على مجمعات (فافوريت).
يذكر أن أذربيجان ، يتكلم شعبها اللغة التركية، لذلك يطلق عليهم الأتراك ، بأنهم من الأمة التركية في ظل “أمة واحدة ونظامين”. وكان الرئيس التركي رجب أردوغان، قد هدد بالتدخل عسكرياً ضد أرمينيا ، وأجرت قواته مناورات عسكرية مع الأذربيجانيين مما دفع روسيا، إلي زيادة نشاطها العسكري على الحدود التركية الأرمينية.
اردوغان يهرب من أزماته … ويصدر “مرتزقة سوريين” الى ارمينيا
“تقارير سورية” ، تحدثت (مؤخرا) عن تولي تركيا تجنيد المئات من المرتزقة السوريين ضد (أرمينيا) في منطقة (ناغورنو كاراباخ) الانفصالية ، التي ترفض غالبيتها ، سلطة أذربيجان، في خطوة توحي بأن الرئيس التركي رجب أردوغان ، بات يورّط بلاده في بؤر توتر مختلفة للتغطية على الأزمات الداخلية المتراكمة.
وقد نُشرت أخبار نقل المرتزقة السوريين إلى “كاراباخ” على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي وتداولها اللاجئون والمعارضون السوريون ، و(غيرهم) ممن يراقبون التطورات في المنطقة ككل.

وساعدت وسائل الإعلام التركية واليونانية في تأجيج الشائعات حول هذا الموضوع. فقد صعّدت تركيا من خطابها ضد أرمينيا في الأيام الأخيرة، واتهمتها بأنها “تلعب بالنار” وأنها قد جندت “إرهابيين”. ويبدو الخطاب الجديد وسيلة أنقرة لتبرير أزمة جديدة والتدخل في القوقاز، مما قد يؤدي إلى تجنيد سوريين كما رأينا في حربها الأخيرة في ليبيا.
وفي أواخر تموز\يوليو، تعهد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بـ”الانتقام” للجنود الأذريين الذين قتلوا في اشتباكات مع أرمينيا. وطالب وزير الخارجية التركي مولود (جاويش أوغلو)، في الـ22 من ايلول \سبتمبر، أرمينيا بوقف “عدوانها” على أذربيجان، وقال إن “أنقرة تقف جنبا إلى جنب مع أذربيجان… ورحم الله الجنود الذين سقطوا مؤخرا”.
ولسنوات، حرصت تركيا على تجنيد المتمردين السوريين ، كوسيلة لتحويل الوضع في سوريا ، لخدمة سياستها الخارجية. في البداية، انشأت مجموعات ، مثل “فيلق الشام”، ثم “الجيش السوري الحر”، و”الجيش الوطني السوري” ، ودعّمتها ، وجمعت الآلاف من السوريين الفقراء للقتال في جرابلس (في محافظة حلب) في 2016 ، ثم أرسلت الآلاف الآخرين للقتال ضد الأكراد السوريين في (عفرين)، كوسيلة لتقسيم شمال سوريا ، واحتلاله.
ثم جنّدت تركيا هؤلاء المرتزقة السوريين ، وأرسلتهم للقتال في ليبيا ، حيث وقّع “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في أنقرة ، صفقة مع حكومة (طرابلس) المحاصرة حول الطاقة والقواعد العسكرية. والآن، يبدو أن أردوغان، الذي يخلق أزمة دولية جديدة كل شهر، يستهدف أرمينيا.
وقدّم مصدر سوري ، صورا ومقاطع فيديو ، لحافلات يُرجح أنها تحمل مرتزقة سوريين ، جندتهم تركيا لإرسالهم باتجاه أرمينيا ، يوم الأربعاء الـ23 من ايلول \سبتمبر. وتشمل تأكيدات بأن هؤلاء السوريين ، الذين جندتهم أنقرة ، هم على صلة بمن ارتكبوا جرائم في “عفرين وتل أبيض”
وقال المصدر ، إن هناك مجموعة من السيارات والحافلات على متنها 200 فرد من المرتزقة ، مرتبطة بجماعة (السلطان مراد)، الموالية لتركيا. وشمل تسجيل نُشر على الإنترنت ، مجندين سوريين ، يزعمون أنهم أرسلوا إلى قاعدة بالقرب من الحدود مع أرمينيا.
وتقول التقارير كذلك ، إن الرجال الذين انضموا ، سيتقاضون 500 دولار شهريا. وبالطبع، يتقاضى الضباط مبالغ أكبر. ويشبه هذا الأمر، تلك الترتيبات المتخذة مع الآلاف من السوريين ، الذين يعانون من الفقر . إذ جندتهم تركيا وأرسلتهم إلى ليبيا بشكل غير قانوني.
ويقول مراقبون ، إن هذا التدخلات التركية ، هي جزء من خطاب أنقرة ، الهادف إلى تحويل الصراع إلى قضية دينية، والساعي لاستعادة النفوذ ، الذي كانت تمتلكه الإمبراطورية العثمانية، وهي إمبراطورية قومية تركية ، نجحت في التمدد تحت شعارات دينية.
وفضلا عن استثمار التعاطف الإسلامي، واستقطاب المجموعات المتشددة لأجندتها، فإن المراقبين يلفتون إلى أن تورط تركيا في التوترات ، وسيلة من حكومة أردوغان ، لتشتيت الانتباه عن المشاكل الاقتصادية في الداخل ، وطريقة لتجنيد المزيد من اللاجئين السوريين الفقراء تحت راية الصراع الديني ضد “الإرهابيين” ، لتأجيج نيران القومية والتطرف، وهو الخطاب الذي يحاول من خلاله الحزب الحاكم في تركيا تثبيت نفوذه محليا وإقليميا.
ويشير هؤلاء إلى أن هذا المسار سيخلق مشاكل لتركيا، إذ كلما زاد عدد الدول التي تقصفها وتهددها وتغزوها، زاد احتمال توسيع حلف مواجهة العدوان والأزمات والتهديدات التي لا تنتهي.
وعلى سبيل المثال، في البحر المتوسط، دفعت تهديدات (أنقرة)، اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر وفرنسا والإمارات العربية المتحدة للعمل معا، وباتت أوروبا أقرب إلى اتخاذ عقوبات ردعية ضد أنقرة.
وبات أغلب السوريين ، مقتنعين أن الغزو والتطهير العرقي في “عفرين”،هو دليل على أن أنقرة ، تشكل تهديدا كبيرا ، والأمر نفسه في ليبيا، حيث باتت اللعبة التركية، مكشوفة، خاصة بعد أن أعلن رئيس حكومة “الوفاق”، فائز السراج عن استقالته ، وانزعاج أنقرة من هذا الخطوة، ما كشف لأغلب الليبيين ، أن ما يهم تركيا ، هو الاتفاقيات التي عقدتها ، وليس الأشخاص ، أو مسار الحل السياسي.

تقدرات أمنية روسية : أنقرة تتدخل في القوقاز من أجل مساومة موسكو
أجهزة استخباراتية غربية ، كشفت لـموقع التجدد الاخباري، “ان هدف اردوغان من تعزيز مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري مع (أذربيجان ودول آسيا الوسطى) من أجل مساومة موسكو بشأن القضايا، التي تهم أنقرة”
، ووفق تقرير بحثي (أمني) يعالج هذه القضية الحيوية في منطقة القوقاز ، وتم اعداده لصالح (جهات رسمية) وأخرى مختصة داخل الكرملين ، فقد اتيح لـ“موقع التجدد” الاطلاع على بعض تفاصيله ، وجاء فيه :
انه خلال الزيارة الرسمية ، التي قام بها الرئيس التركي، رجب أردوغان، إلى باكو نهاية شباط \فبراير ، تم التوصل إلى اتفاقيات مهمة ، من بينها تخصيص 200 مليون ليرة تركية (حوالي 30 مليون دولار) لشراء معدات وخدمات عسكرية من المجمع الصناعي العسكري التركي.
وأضاف (التقرير) ، أن التعاون بين “أنقرة وباكو” لا يقتصر على التعاون التعاون العسكري ، أو التعاون التجاري والاقتصادي، فهو يشمل التعاون الثنائي في قطاعي الطاقة والتعدين بمشاركة كل من الشركات العامة والخاصة.
ففي عام 2019 ، بلغ حجم التجارة بين تركيا وأذربيجان ، حوالي 4.5 مليار دولار ، وتم وضع هدف طموح لزيادة هذا الحجم إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2023. وبلغت استثمرت أذربيجان 17 مليار دولار في الاقتصاد التركي ، في حين بلغت الاستثمارات التركية في أذربيجان 12 مليار دولار.
وعلاوة على ذلك ، فإن شركة “سوكار” لديها خطط جديدة ومشاريع استثمارية جديدة، وبتنفيذها ، سيصل حجم الاستثمارات الأذربيجانية في تركيا إلى 20 مليار دولار .
وفي العام نفسه في عام 2019 ، تم الانتهاء من بناء خط أنابيب الغاز العابر للأناضول ، مما سمح لأذربيجان بتعزيز موقعها بشكل كبير في سوق الغاز التركي.
نتيجة لذلك ، في نهاية النصف الأول من عام 2020 ، احتلت باكو المرتبة الأولى في توريد “الوقود الأزرق” لتركيا (حوالي 5.5 مليار متر مكعب ، بزيادة قدرها 23.4٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويلفت التقرير إلى أن التحالف الاستراتيجي ، والشراكة الثنائية بين (أذربيجان وتركيا)، وفقًا لمبدأ “أمة واحدة – دولتان”، يعد عاملاً هامًا في تطوير التعاون الإقليمي ، لكن أرمينيا لا تخفي قلقها بشأن التعزيز النوعي للتعاون العسكري والسياسي بين الدولتين المتجاورتين، في سياق نزاع (ناغورنو كاراباخ).

وأوضح (التقرير ) ، أن أذربيجان بعد أن أصبح بإمكانها الاعتماد على دعم تركيا ، تتحدث بشكل متزايد عن تصعيد الصراع. في الوقت نفسه ، مع استقالة وزير الخارجية الآذري، إلمار (محمدياروف) ، تم اختيار أسلوب أكثر هجومًا في الاتصالات السياسية والدبلوماسية مع روسيا ، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون العسكري والسياسي الروسي- الأرمني، وتوجيه اتهام لروسيا بالرغبة في تعطيل خطوط أنابيب تصدير الغاز من أجل الضغط على أذربيجان في سوق الطاقة التركي.
ووفقا لماجاء في التقرير ، فإن بعض الأحداث والاتجاهات الأخيرة ، تشير إلى أن “بؤرة التوتر” التالية ، قد تصبح الخط الحدودي بين أرمينيا ومنطقة (ناخيتشيفان)، التي تفصلها عن بقية أذربيجان، جبال زانجيزور الأرمينية والمناطق الجنوبية من جمهورية ناغورنو كاراباخ ، غير المعترف بها.
وأن وقوع هذه المنطقة على الحدود المشتركة مع تركيا ، تيسر إلى حد كبير ، التفاعل الثنائي ، والذي ظهر بوضوح في سياق سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة الأخيرة ، التي تضمنت عددًا كبيرًا من القوى العاملة والمعدات ، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة الثقيلة والصواريخ والمدفعية ، بالاضافة لأنظمة طائرات بدون طيار والمقاتلات في الخطوط الأمامية.
ويلفت معدو التقرير إلى ما يتردد عن نشر قواعد عسكرية تركية في “ناخيتشيفان وأبشيرون”، والتي ، من ناحية ، لا تتعارض مع عضوية تركيا في الناتو ، ومن ناحية أخرى ، تتناسب مع منطق توسع السياسة الخارجية على طول الأطراف.

وخلص التقرير في الختام إلى القول : بان نشاط السياسة الخارجية التركية ، يحتمل أن يكون مصممًا لإنشاء منصة إضافية للمساومة في السياسة الخارجية مع موسكو بشأن القضايا التي تهم أنقرة ، وليس بأي حال من الأحوال في جنوب القوقاز (فقط).
وأنه إلى جانب التعاون الثنائي مع أذربيجان ودول آسيا الوسطى ، يتم تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي في إطار “المجلس التركي”. وهكذا ، فإن تركيا تقدم نفسها كـ”قائد إقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وجزئيًا لمنطقة البلقان والقوقاز.