
تنشر 55 ألف وثيقة سرية تتضمن أسراراً خطيرة حيال سوريا \الشام\ ، وتؤكد أنّ ما يسمّى بـ”الربيع العربي”، ما هو إلا من صنْع الإدارات الأمريكية المتعاقبة
لم يكن مفاجئاً ما كَشَفَتْ عنه ايميلات وزيرة الخارجية الأمريكية (السابقة) هيلاري كلينتون،حيث نشرَتْ (مؤخرا)ً 55 ألف وثيقة سرية (مسربة) ، تخصّ الفترة التي تسلمّت فيها ، منصب وزارة الخارجية ( 2013 — 2009 ) ابان عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وفي المعلومات،فانّ هيلاري كلينتون ، أُجبرتْ على كشْفِ محتوى هذه الوثائق ، بسبب التنافس المحموم بين الجمهوريين والديمقراطيين ، قُبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، المزمع إجراؤها في الثالث من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل… ، وهي “وثائق سرية” للغاية ، إذْ تؤكد وجود خطط أمريكية ، رُسمتْ للإطاحة بالدول التي تساند محور المقاومة ( العراق – سوريا – لبنان – الجزائر ….الخ )…

وعلى رأس هذه الوثائق، التي تتضمن اسراراً رهيبة عن دول العالم العربي ، وثيقة أمريكية ، تؤكد أنّ الولايات المتحدة، ومعها بريطانيا وفرنسا،هي مَنْ قادتْ ما يسمّى بـ”الربيع العربي”.

وفي الترجمة الأولية لهذه الوثائق / الفضائح ، بانتظار اكتمال الترجمات ، حيث يُنتظر ، أنْ يتمّ نشرها عبْر مراكز أميركية متخصصة ، تطالعنا التأكيدات/ الوقائع الأمريكية التالية :
# التأكيد أنّ ما يسمى بالربيع العربي ، ما هو إلا صناعة أمريكية محضة ، وقد تمّتْ فبركته بالتنسيق مع الشركاء ( دول الخليج العربي خاصة ).
# قامت الإدارة الأمريكية باستغلال حالة السخط والغضب عند بعض الشعوب العربية، ودعمتْ هذا الاتجاه رغبة منها في إنجاح خطة التدمير المرسومة .
# إقرار الإدارة الأمريكية ، بأنّ ما يسمى بالربيع العربي ، إنما جاء ليخدم مصالح الولايات المتحدة والدول الاوروبية والحلفاء بهدف وضع حدّ لبعض الرؤساء ، الذين تبيّن أنهم يسيرون بعكس الاتجاه ، الذي تريد فرضه واشنطن والعواصم الأوروبية.
# اعتراف الإدارة الأمريكية ، بانّ ما يسمى بالربيع العربي ، كان تحت السيطرة الكاملة ؛ وكذلك الإعلام العربي ( الجزيرة – العربية – بي بي سي – فرانس 24 – سكاي نيوز عربية … ) الذي وُضع لخدمة الأهداف الأمريكية، وكان المحرّض الرئيس على قيام (تمرّد) الشعوب العربية ضد ّ حكامهم.
# المال الذي صُرف على ما يسمّى بالربيع العربي ، وأيضاً شراء الأسلحة ، وكل ما يلزم لإشعال هذه الثورات ( التمردات) ، كان من المال العربي ( المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات).
# اعتراف الإدارة الأمريكية ، بأنّ هيلاري كلينتون، زارت اليمن في شهر كانون الاول/ديسمبر عام 2010 لترتيب الثورة اليمنية، وبعد شهرين على زيارتها اندلعت أعمال التمرد هناك (كانت زيارة مشبوهة لأنها اول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع لليمن منذ عقود) .
# إقرار الإدارة الامريكية، بانّ الإسلام السياسي ،كان الأداة الجوهرية لإدارة باراك أوباما من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة والدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط، وبعد الانتهاء من هذه الأداة، وانتفاء دورها، تمّ الانقلاب على جماعات الإسلام السياسي (المجاميع التكفيرية والجماعات الإرهابية).
# اعتراف الإدارة الأمريكية ، بأنّ المشرفين (المتورطين) في ترتيبات ما يسمّى بالربيع العربي، هم: واشنطن ولندن وباريس، والدول الشريكة التابعة لهم ( بعض الدول الغربية والعربية) .

# إقرار الإدارة الأمريكية ، بأنّ “معمر القذافي”، تمّت تصفيته بعد أنْ علم الرئيس الفرنسي (الأسبق) نيكولا ساركوزي (الذي يُحاكَم حالياً في فرنسا بشبهات فساد واستغلال نفوذ وتمويل غير شرعي لحملته الانتخابية عام 2007) ، أنّ الرئيس الليبي ، قام بشراء 143 طناً من الذهب و 150 طناً من الفضة من أجل سكِّ عملة أفريقية موحدة عوضاً من اليورو والدولار، إضافة إلى اختفاء مئات مليارات الدولارات في/من ليبيا ، بعد اغتيال القذافي والتي لا يزال مصيرها غير معروف .
كل ما تقدمْ ، يسوق إلى الاستنتاج، انّ ما يسمى بالربيع العربي ، كان بمثابة التمهيد لإفساح المجال امام عمليات التطبيع مع الدولة اليهودية، وذلك بعد تدمير سوريا ، كل (سوريا)، ورموزها الوطنية والقومية، لتختفي كل المعوّقات أمام تنفيذ المشروع الإسرائيلي — الأمريكي — الخليجي.
أخيراً ، أراني مضطراًً إلى انْ أضع ” صندوق هيلاري كلينتون الأسود” برسْم المعارضات السورية في الخارج، وأخص بالذكر “الإسلاموية” منها، الذين ما فتئوا يتشدقون بـ” الثورة ” و”الحرية” و”الديمقراطية” ، بعد انْ تسوّلوا طويلاً على أعتاب الأمراء ، والشيوخ ، و ولاة العهد.
لقد كانوا بحق ” ثوار الناتو”، الذين كشفت عنهم هيلاري كلينتون بعد انْ انتهت خدمتهم في دهاليز”العم سام “.
باريس في 18 تشرين الاول/أكتوبر 2020
هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها