
“ترمب و اردوغان” خلال مؤتمر صحفي مشترك – واشنطن
ترامب معجب بمايقوله أردوغان ، عن أن كلاهما (يحاربان الدولة العميقة ببلديهما) ، وهناك من رأى أن تسمية ترامب لعملية الكونغرس ، الساعية لعزله ، بانها “انقلاب” ، ماهي الا تسيمة ، اقنعه بها أردوغان، وتجند اعلام اردوغان قبل زيارته الى واشنطن على تصوير ترامب ، بانه يستعين بتجربة اردوغان بكسره للانقلاب عليه في تركيا. على أمل ان ينجح هو – أي ترامب- في افشال انقلاب الكونغرس عليه.
هذا الاعجاب بين هذين الزعيمين، كيف تجلى ، وأثر على مجريات زيارة اردوغان الى واشنطن؟. لمعرفة الجواب، لابد ، أن نلاحظ مايلي :
1- لجنة تركية أمريكية، سيرت في واشنطن ، عشر سيارات كبيرة ، تحمل شاشات عملاقة ، تعرض مزاعم تركية في محاربتها لـ”داعش”. طبعا تمويل هذه العملية “تركي”.
2- تزامنت زيارة اردوغان مع جلسات الكونغرس الساعية لعزل ترامب، أي أن المضيف ، كان محاصرا من قوى دستورية ، بمعنى آخر ، كان زعيما مكرسحا بفعل الكونغرس ، الذي عاقب اردوغان على عمليته شمال سورية. زعيم قيد العزل، يستقبل معاقبا.
3- هدف اردوغان من الزيارة ، هو الحصول على دعم امريكي حقيقي ، للسيطرة على “المنطقة الآمنة” شمال سورية، ولكنه رد على أعقابه بشرح ترامب (ان تركيا قوة أطلسية ، وتعمل وفق أجندة الناتو) . وما ان غادر اردوغان واشنطن ، حتى أعلن البيت الابيض ، انه يؤيد اشراف الامم المتحدة على اللاجئين ، الامر الذي يعني ، كسر حجة الرئيس التركي للحصول على المنطقة الآمنة.
4- أثناء عودته ، وفي حركة عناد ، وكرد على فشل الزيارة ، أعلن اردوغان للصحفيين من على متن طائرته ، انه مصمم على اقامة المنطقة الآمنة ، وأن على اوروبا ان تساهم في تمويلها ، والا سيفتح الحدود ليذهب اللاجئون اليها ، كما انه و(جكرا بترامب) ، أكد اردوغان انه لن يتخلى عن صفقة ال 400s.
5- بالنتيجة ، لم يحصل اردوغان من ترامب على مايريده تجاه (المنطقة الآمنة) ، أو تجاه تسليم (غولن) ، أو تجاه الموقف الامريكي من (قسد)، أو تجاه الحصول على حصة من (النفط السوري) المسروق. كل ماحصل عليه (اردوغان)، وعد بصفقات تجارية بمبلغ 100 مليار دولار، كالتفاف على عقوبات الكونغرس ، و وعد بتكريس “تركيا اردوغان” ، كـ”اسرائيل أطلسية” في المنطقة.
بالنهاية ، ندم اردوغان أنه لم يأخذ معه ، الممثل (إنجين ألتان دوزياتان) ، الذي جسد دور (أرطغرل) ، جد الدولة العثمانية في سلسلة “قيامة أرطغرل”* . ندم اردوغان أنه لم يأخذ معه ممثل أرطغرل ، لانه ربما كان أشعل رغبة ترامب ، ليكون امبراطورا على طريقة (بني عثمان).
_________________________________________________________________________________
“قيامة أرطغرل” مسلسل تاريخي تركي ، تقع أحداثه في القرن الثالث عشر الميلادي، ويعرض مقدمات ودوافع تأسيس الدولة العثمانية من عرض سيرة حياة الغازي “أرطغرل بن سليمان شاه”، والد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية. قام بدور أرطغرل ، الممثل التركي “إنجين ألتان دوزياتان” في 150 حلقة، إخراج “متين غوناي”. ووفق احصاءات “شبه رسمية” تركية ، شاهد هذا العمل (قرابة) 3 مليارات إنسان في العالم، فيما بلغت ايرادته نحو مليار دولار.
المسلسل فيه الكثير من الوقائع التاريخية ، ولكن أغلب الأحداث التفصيلية للمسلسل، هي وقائع درامية غير التاريخية من وحي خيال الكاتب ، والمنتج التركي “محمد بوزداغ”، إلا أنها تخدم الخط العام للأحداث التاريخية من صراعات وخيانات.