aren

أردوغان : تهريج مسرحي عسكري خطير !! \\ بقلم : د.فؤاد شربجي
الجمعة - 31 - مايو - 2019

20180612_2_30876259_34601705_0

مامعنى ان يظهر أردوغان على المسرح ، ضمن تشكيل مسرحي ، يحتل هو مركزه ، بينما يحيط به جنود ، كل منهم يلبس نموذجا عسكريا ، يشير الى حقبة من تاريخ السلطنة ، منذ السلاجقة ، حتى الخلافة العثمانية ؟

هذا الظهور المسرحي لأردوغان ، كان بمناسبة الذكرى (566 ) لـ”فتح اسطنبول” ، حيث ألقى خطابا ، استحضر فيه انطلاقة (محمد الفاتح) ، من فتح اسطنبول الى بسط خلافته العثمانية ، فمامعنى هذه المشهدية السياسية في الثلث الاخير من شهر رمضان؟ والام ، أراد ان يشير السلطان أردوغان بهذه المسرحية السياسية ؟ . طبعا ، قبل كل شيء ، يجيء هذا الاحتفال على اعتاب اعادة انتخابات اسطنبول البلدية ، كما يتزامن مع العملية العسكرية التركية (المخلب) في شمال العراق.

فيما يتعلق بالانتخابات ، أراد اردوغان جعل الاحتفال حملة ترويج انتخابية ، باستثارة عصبية عثمانية، تستحضر الماضي ، كقوة عسكرية ، تبني الحاضر ، معلنا ان اسطنبول يجب ان تعود منطلق القوة العسكرية الاقتصادية التركية ، لاستعادة المجد العثماني ، والا فلم الحضور المسرحي العسكري ؟

أما تزامن الاحتفال ، بالمشهدية العسكرية ، مع انطلاق عملية المخلب في (شمال العراق) ، بموافقة الحكومة العراقية ، ورضا روسي ايراني امريكي اوروبي ، وباذعان مذل من قبل (قسد) ، فان هذا التزامن للاحتفال بكل معانيه العسكرية مع هذه العملية ، يترجم ما يردده اردوغان وجوقته ، من انه لا يجوز أبدا ترتيب المنطقة ،وبناء نظامها الاقليمي ، الا عبر تركيا ، ووفق مصالحها.

مهما حمل المشهد المسرحي الأردوغاني في ذكرى فتح اسطنبول من تهريج ، الا انه تهريج خطير لايهدد شمال العراق فقط ، بل يستهدف كذلك شمال سورية ، لينطلق بتهريجه العسكري والارهابي،ليهدد المنطقة، والاقليم كله. ولكن ، لماذا تسكت القوى الفاعلة ؟ ولماذا يترك هو ليدخل شمال العراق ؟!، ولماذا لا يساعد العراق للقضاء على أي بؤر ارهابية على أرضه؟.

كل ذلك ، يجعل المسؤولية كبيرة على كل من يسكت على تمدد أردوغان ، وتهريجه الخطير، لذلك فان اصرار الجيش العربي السوري على تطهير محافظة (ادلب) من الارهاب التكفيري التركي ، هو اصرار على كسر أوهام هذا التهريج الاردوغاني الخطير ، ليس على سورية ، فحسب ، بل على المنطقة كلها.