(ترجمة خاصة)
التجدد الاخباري – مكتب بيروت
استبعد السفير الأمريكي السابق إلى دمشق، “روبرت فورد”، أن يؤدي “قانون قيصر” ، الذي بدأ سريان مفعوله ، أمس (الأربعاء) إلى التأثير في الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأمريكية ، تأمل في أن ترغم دمشق على اتخاذ سلسلة من الخطوات السياسية، تشمل إطلاق سراح السجناء السياسيين وإطلاق عملية محاسبة على الانتهاكات المرتكبة. في المقابل، توقع “فورد” أن تكون الأشهر المقبلة ، صعبة اقتصادياً بالنسبة إلى (لبنان وسوريا)، في وقت تنهار فيه الليرتان أمام الدولار.
وحذر فورد، الذي كان آخر سفير أمريكي في سوريا (28 كانون ثاني\يناير 2011 – 28 شباط\فبراير 2014)، من أن الضغط على الاقتصاد السوري ، الرازح تحت معاناة كبيرة ، “يزداد”، موضحا أن المؤسسات التجارية الصغيرة ، تواجه صعوبات في مواصلة أنشطتها ، وإلى أن الاستثمارات تتراجع في البلاد، وذلك مع تحليق الأسعار.
وعلى الرغم من المشاكل الاقتصادية،التي عددها فورد،استبعد أن تخضع الحكومة السورية لمطالب “قيصر”، كاتبا:”لن تذعن حكومة الأسد للمطالب الواردة بعقوبات “قيصر”، فما بالك عن انهيارها ؟”.
وفي مقال تحليلي نشره “معهد الشرق الأوسط” ، شرح فورد ، فكرته، مبينا أنه لم يسبق للحكومة السورية ، أن أبدت اهتماما برفاهية السوريين الاقتصادية، مستبعداً في الوقت نفسه “اعتراف روسيا وإيران بالهزيمة أمام الأمريكيين والإحجام عن دعم حليفهما، الرئيس بشار الأسد”. وتابع فورد ، متوقعا استمرار حصول الحكومة السورية على المساعدات الإنسانية الأممية.
وفي سياق متصل، تناول “فورد” ، الأجهزة الأمنية السورية التي “تراقب بعضها البعض وتراقب السوريين أيضا”، مؤكدا أنها حافظت على ولائها للأسد . وأضاف قائلا : ” إن القوات السورية تعاطت بسرعة وقسوة في نهاية الأسبوع الماضي مع مجموعة صغيرة من المنشقين من إحدى القوات العسكرية الحكومية” . وبناء على هذه المعطيات، توقع فورد تأثر أغلبية السوريين وحتى اللبنانيين الذين تربطهم علاقات اقتصادية بدمشق بشكل خاص، خالصا إلى أن “الأشهر المقبلة ستتسم بصعوبة أكبر بالمقارنة مع الوضع الراهن”.
على مستوى روسيا، سبق لـ”فورد” أن حذر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، “يستخدم الحرب السورية لإعادة نفوذ روسيا في الشرق الأوسط ، معتبرا أن “النصر الروسي قد لا يكون أقل ضررا عن ذلك الذي حققه الأسد”. وقال فورد : “إن الروس سيجبرون على التعايش مع حليف سوري ضعيف جداً اقتصادياً، وهم يفتقرون إلى السبل الضرورية للتعامل مع ذلك”. بمعنى آخر، سيكونون مكبلين بوزن ثقيل حول أعناقهم”، مضيفا : “أعتقد أن ثمة أملا لدى الدول الغربية بأن العقوبات ستبلغ من الشدة بحيث تجبره على التخلي عن الحكم. ولكني أنظر إلى ذلك على أنه تمني أكثر منه إلى تحليل إذ ليس من الواضح من سيتولى الحكم بعد بشار”.
https://www.mei.edu/blog/new-sanctions-wont-move-assad
جهات متابعة لما يتفوه به روبرت “فورد” بين الفينة والاخرى ، ترى فيما يطرحه ويحلله على صعيد الحدث السوري ، أنها شطحات في التفكير والقول ، أشبه بلاعب السيرك و حركات البهلواني ، سواء في لقاءاته التلفزيوينة عبر القناة “الميادين” ، التي جعلت منه نجما ، بعدما أصبح ضيفا (شبه دائم) للحديث عن الشأن السوري على برنامج “لعبة الامم” عندما كان يقدمه (سامي كليب) ، او من خلال مقالاته ، التي يدبجها لصالح صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية ، والتي تخرج بتوقيات ملفتة لجهة القضية السورية.
جدير بالذكر هنا ، ان “فورد”، سفير الولايات المتحدة لدى سوريا ، السادس والعشرون ، “يعتبر أحد أفضل المستعربين في وزارة الخارجية” الامريكية، لاحقا ، صار أيضا أحد أفضل حاملي شحنة الدراما ، لإقناع الرأي العام بما يريده صاحب المعلف ، الذي يتغذى منه ، وهذا ما يقتضي منه ، الآن – كذلك في الامس بساحة العاصي في محافظة حماة – اللجوء إلى بعض السلوك المسرحي، في مخاطبة الشارع الشعبي السوري.